"فودة": الإسلام أبو الليبرالية

الإثنين، 19 سبتمبر 2011 12:57 م
"فودة": الإسلام أبو الليبرالية الكاتب الصحفى والإعلامى يسرى فودة
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب الصحفى والإعلامى يسرى فودة إنه مسلم مؤمن بأن الإسلام هو أبو الليبرالية والدليل على ذلك قول الله تعالى من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، مضيفا أنه من أشد المؤمنين أن الحكم على النية يضر أكثر مما ينفع ولا يوصل إلى الطريق، فمثلا من يقول إن المجلس يخمنا أو يريد المكوث هل لديه دليل على ذلك، أم أنه يبنى وجهة نظر مسبقة ويحاول أن يفرضها على الجميع.

أعرب فوده خلال اللقاء الذى عُقد معه مساء أمس، الأحد، بساقية عبد المنعم الصاوى، ضمن سلسلة لقاءات فى بيتنا إعلامى والتى تنظمها الكاتبة ماجى الحكيم وقدمه المهندس محمد الصاوى، عن تفائله بالمرحلة التى تمر بها مصر الآن، وذلك لأن الشعب المصرى أصبح لأول مرة قادر على الاختيار من وسط بدائل متعددة، قائلا إننا أمام فرصة حقيقية قد تبدو للبعض ليست نموذجية، ولكن يكفى أن كافة مرشحين الرئاسة الآن يهرولون وراء المواطنين لإقناعهم ببرامجهم الانتخابية، ناصحا بضرورة إعطاء مهلة زمنية للنفس والعقل لقراءة ما يكتب فى الصحف وسماع ومشاهدة ما يقدمه التليفزيون حتى يتسنى لكل منا اختيار الشخص الذى سيمثله بشكل حقيقى.

وأضاف فودة انه لم يستقر حتى الآن على شخصية الرئيس القادم من بين الأسماء المرشحة على الساحة قائلا: لم أحدد لمن سأعطى صوتى لكى أمنح كل مرشح الفرصة الكاملة ليقنعنى ويقدم لى الإجابات الكافية والوافية لكل ما يجول فى ذهنى، وهذا ما يجب أن يفعله كل منا لأن المواطن الآن أصبح له اليد العليا وصاحب القرار.

وأشار فودة إلى أنه من أقوى أسلحة الثورة المصرية هى "خفة الدم" وهذا تم قياسه بالدراسات التى أثبتت كيف أن خفة الدم المصرية أثرت فى الثورة، قائلا: أنا فخور بالجيل الذى استطاع أن يفرض احترامه على الخصم قبل الصديق وهذا ليس نابعا من فراغ من وجهة نظرى، لذلك مهما كانت درجة الإحباط من قرارات المجلس العسكرى أو حكومة الدكتور عصام شرف علينا أن نتذكر أن المصرى الذى استطاع أن يقوم بمعجزة 25 يناير قادر على أن يقوم بغيرها.

وأضاف فودة، أن قبل الثورة كان لدينا وضع عاشه الشعب المصرى يشوبه التناقض ما بين شعب يسعى للتغيير ولكن ليس لديه الإمكانيات وبين حكومة لديها القدرة على التغيير ولكن لا تملك الرغبة فى ذلك، لذا لكى يحدث أى تغيير حقيقى لابد أن تتوافر شرطين وهما الرغبة فيه والقدرة عليه، قائلا: أتمنى أن تكون الحكومة الحالية قادرة على التغيير على الرغم من أن يقينى بأن لديها الرغبة فى ذلك.

وأوضح فودة أنه ينتمى لجيل من الإعلاميين قد يكون محظوظ وغير محظوظ فى آن واحد ذلك لأنه تصادف أنهم تواجدوا فى ظل انفجار تكنولوجى وإعلامى ولكن أصبح هناك تحد يواجههم وهو كيفية إيصال رؤية واضحة وسط هذا الكم من التعددية.

وأشار إلى أنه يتذكر دائما عندما يرى ويسمع عن أعمال البلطجة والشغب قول المخلوع عندما قال أنا أو الفوضى، فيسأل نفسه هل ما يحدث فى الشارع المصرى مقصود أم لا وهل المطلوب هو أننى أكره بلدى وولاد بلدى ونفسى والوضع الجديد الذى طرأ علينا فى مصر والذى من المفترض أنه وضع جميل وينبئ بكثير من الآمال والمستقبل أم لا؟، فيتأكد وقتها أن التفاؤل واجب وليس رفاهية وأن القوة الداخلية لا يوجد من يمنحها لنا ولكن يجب أن تكون نابعة منا، وأن هناك إيجابيات كثيرة علينا أن نذكر أنفسنا بها من بين الحين والآخر فيكفى على سبيل المثال أن هذه الثورة كانت سلمية ونظيفة على عكس ليبيا مثلا التى فُرض على شعبها ألا تكون ثورتهم سلمية.

وعما إذا كانت المطالب الأساسية التى نادى بها ثوار يناير قد تحققت أم لا حتى الآن قال فودة: على الرغم من حاجتنا الأساسية للتعبير، عما جاء فى هتافنا الأول "عيش حرية عدالة اجتماعية"، إلا أننا لم نصل حتى للحد الأدنى من هذه المطالب، والذى يتوقع أن مبدأ العدالة الاجتماعية سيتحقق خلال سنة أو خمس سنوات أبشره بخيبة أمل كبرى لأن هذا المفهوم معقد بحاجة لرؤية وسنوات بناء، أما فيما يتعلق بمطلب الحرية فأعتقد أننا سنحصل عليها قريبا وأخيرا مطلب رغيف العيش بكل تأكيد إذا تناولناه سنتحدث عن تفاصيل صغيرة متعلقة بالفساد.

ورفض فودة فى حديثه عن وضع الإعلام فى الوقت الراهن، ما أسماه بصحافة أضرب وأجرى قائلا: أنا من الد أعداء هذا النوع من الصحافة لأنه لكى تبنى جسر من الثقة مع القارئ عليك ان تلتزم على الأقل بالحدود الدنيا من المهنية، كما أن هذا النوع من الصحافة يجعل من السهل على القارئ أن يفضح القائم به بعد عدد أو عددين، وأكد فودة أن الإعلام علم وموهبة وفن وليس مجرد دراسة ومهارة بالإضافة للمجهود الذى يبذله الإعلامى.

وأشار فودة إلى أننا نعيش جميعا بمرحلة تعلم بما فينا المجلس العسكرى وكافة القوى السياسية، خاصة أن تلك المرحلة لم نعشها من قبل، وقال فودة إننا قضينا شهر عسل مع المجلس فى البداية، ولكن بعد ذلك حدثت أشياء لا يعرف سببها.

وأوضح فودة أننا إذا تعاملنا مع ما يواجهنا على أساس أن الحياة إما أسود تماما أو أبيض تماما ستكون الفرصة فى تحقيق الإنجازات قليلة، وأضاف فودة أن فى السنوات الأخيرة حدث اطراد وتغير فى طريقة العمل الإعلامى، فإذا نظرنا للتليفزيون على سبيل المثال فهو يعد من أكثر الوسائل سخافة، ولكن هناك حقيقة واقعية لابد من التعامل معها والأخذ بها فى الاعتبار ألا وهى أن نصف العالم العربى لا يقرأ ولا يكتب.

وقال إن أكثر مصيبة إعلامية حدثت مع 6 أكتوبر سنة 81 عندما تم قطع الإرسال لحظة اغتيال السادات فى وسط الرصاص فكان الهم الأول لمخرج التليفزيون أن يزحف على بطنه بسرعة علشان ينزع الفيشة، ومن وقتها أصبحت السياسية المتبعة أن لا تُعلم المواطن إلا بمزاجى، وفى حديثه عن قناة الجزيرة قال فودة: ما استطاعت الجزيرة أن تفعله هو أنها لأول مرة جعلت الضيف يتحدث فى مداخلة تليفونية مثلا ويقول الحقيقة كما هى دون قطع الاتصال فدخلنا بعدها فى مرحلة "الترخيم" والمصادرة والمنع وتم التعامل معى على أننى أجنبى لمجرد أن أعمل بتلك القناة، ولم يتم قيدى بنقابة الصحفيين نظرا للأسلوب الذى كان يتبعه النظام السابق.

وأضاف فودة عن تجربة الكاتبين الكبيرين محمد حسنين هيكل وجهاد الخازن الصحفية، أنهما يجمعان فيها ما بين الإعلامى والسياسى ولكنه من أشد المؤمنين أن الإعلامى لابد أن يحافظ على استقلاليته، وقال فودة إنه يفضل دائما أن يكون إعلاميا فى المنتصف ولكن هذا لا يعنى أن يعمى ذهنه عن رؤية الحقيقة حتى لو لم تعجبه.

وأبدى فودة تأييده التام للمظاهرات والاعتصامات بشرط الا أن تقترن حرية التعبير عن الرأى تلك بقدر من المسئولية ولا تلحق ضررا بمصالح الآخرين، قائلا من حقك أن تعبر عن رأيك ولكن ليس من حقك منع المواطنين من أداء مهامهم لكن أن احسس إنسانا بالذنب أو أنى أكثر وطنية منه أو تخويفه بالقوة هذا ليس من حقى لأن الانتماء لا يأتى إجبارا.

وفى حديثه عن الشرطة قبل وبعد الثورة، قال فودة: أنا تكوينى من يوم ما اتخلقت مع الغلبان وهذا قد يثير انتقادات البعض تجاهى، ولكن هذا لا يمنع أن أى موضوع أتناوله حاولت فيه أن أكون ملما بجميع جوانبه وأطرافه إلا إذا لم يمتنع طرف عن التعبير عن موقفه وبالتأكيد الشرطة فيها عناصر جيدة ولا أمانع عودتها مجددا للشارع وأن تأخذ وضعها وتنال فرصة أن تطهر نفسها من الداخل حتى تستحق احترام الناس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة