سحر الصيدلى تكتب: جمال القلب والروح

الإثنين، 19 سبتمبر 2011 08:49 م
سحر الصيدلى تكتب: جمال القلب والروح صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفعت يديها إلى السماء.. لتدعو رب العباد...أن يرزقها عريسا لابنتها يفرح به الفؤاد.. ويكون هو المطلب والمراد.. واستمرت على هذه الحال.. وتطلب من ربها الدعاء المستجاب.. لتستر ابنتها.. ويهدأ القلب ويرتاح البال..

وأخيرا بحمد الله.. تقدم مستور الحال.. لا يملك المال والأطيان.. ولكن عنده علم وكتب تغطى الجدران.. ودين يتباهى به الخلان.. وعبادة يقضيها بالجامع أو الحرم أو بصحبة الرهبان..

تقدم وهو متباه بأن علمه كاف لتفتح له البيبان.. ويستقبل بالترحيب والامتنان.. وأن دينه وعلمه وأدبه هو مفتاح الأمان.. لحياة يتمناها كل محبين..

وهنا يا ويلتى الكارثة.. عندما رمقه والدها بعدسة.. كبرته وفصلته تفصيلا.. وأظهرت رأسها حماة المستقبل وبدأت تتشرط.. بشروط لا يقبلها إنس ولا جان.. ومهر فيه بيع لكرامة الإنسان..

هل لديك شقة أيها الفارس المقدام.. وأين ستسكن ابنتى وهل بنفس عمارتى.. لأن بعدها يضنينى وفراقها يتعسنى.. وما نوع سيارتك.. وهل موديلها حديث.. ومن المؤكد ستجدد عفش بيتك القديم.. وتأتى لها بالصينى والشينى وبكل غال ونفيس.. فى أى فندق سيكون عرسكم.. وفى أى بلد شهر عسلكم.. ونحن الماس مطلبنا والحلى الفخم مأربنا..

وهنا تجمد عريسنا المسكين من صدمة أقعدته بالفراش سنين.. وكره الزواج والمتزوجين..
وظن أنهم افتكروه من الخليجين.. حب أن يصحح ظنهم ويخيب أملهم.. قال...أنا رجل دين وعلمى وثقافتى هم الشفيع.. وسأصونها بعيونى طوال السنين.. وأكون معها زوجا رحيما.. وعطوفا ومحبا إلى أبد الآبدين.

ولكنك لا تملك المال الكافى لشراء ابنتنا.. ففى المزاد ازداد سعرها.. والشارى الثانى يملك الملايين.. وأنت تملك أفكارا لا تغنى عن جوع ولا تشبع القلوب.. ولكن يا عمى.. أملك اليقين وإيمانى بالله كبير.. وسيأتى اليوم الذى أعلو به وأصبح بعلمى وتعبى ذا جاه عظيم..

ارحل.. ارحل يا ولدى فليس لك فى بيتنا نصيب.. نحن نبحث عن شار ومن يدفع أكثر يشيل.. الأخلاق ليس تفكيرنا.. والعلم ليس من شيمنا.. والسمعة ليست فى قاموسنا.. ورأى الفتاة ليس من معتقداتنا.. المال هو همنا.. والدنانير هى مطلبنا.. ولو كانت باليورو يكون شىء جميل
ولكننى يا حماتى.. أنا لابنتكم شارى ومخلص وأمين وسأكرمها كما نهانا رب العالمين وسأسترها إلى يوم الدين.. وأحبها وأحافظ عليها باسم الرحمن الرحيم.. وسأقدم مهرى ما استطعت إليه سبيلا.. وعندى شقة صغيرة.. ومصارى تمنع عنا عوز الحاجة.
لا..لا.. ابنتى ليست أقل من جارتنا.. وابنة خالتها..
ولكن يا أمى..أزواجهم جهلاء ولا يفقهون الألف من الباء.. ويعودون إلى بيوتهم كل مساء بالخمر مخمورين وبعطر النساء مغمورين.. فهل هذا مرادكم.. وهل هذا مطلبكم؟ أجل يا ولدى.. المال يغفر الأفعال ويستر العيوب.. ويجمل التصرف..

ولكن من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه.. وأنا أقتنى الاثنتين معا.. وما المانع يا بنى أن نزيد عليهم المال.. لأنه بات ضروريا للتباهى والجمال.. ولكن يا حماتى ليس الأساس فى سعادتنا ومستقبلنا..
وهكذا ينكسر خاطر العريس ويخرج إلى بيته مكسورا ذليلا.. من تحكم أهل عملوا المستحيل ليجدوا لابنتهم عريسا.. وشروطهم هربت المسكين وفرقت بين قلبين كانوا متعاهدين على الحب والوفاء إلى أبد الآبدين
وعنست المسكينة وهى تنتظر صاحب الملايين.. ومل الأهل منها فأعطوها لأقرب عريس لأنها كبرت وأصبحت خارج نطاق التفليس.

أيها الكرام.. كتابتى مثال أكثركم ومعاناة بعضكم..فقد فرق الأهل بينكم لعدم قدرتكم على دفع مهوركم ولأنكم لا تملكون ملايينكم.. ارحموا أيها الأهل أبناءكم.. وارحموا عريسكم المسكين ما زال يافعا.. من أين له بالملايين إن لم يرثها من أهله فقد أتى بها من النصب وبيع الكوكايين.

الرزق والمال بيد رب كريم يعطيهم لمن يشاء وفى أى وقت يشاء.. ويسلبهم ممن يشاء وفى أى وقت يشاء.. اسألوا عن دينه ومخافة ربه وعن علمه وأدبه وسمعته بين قومه وبين رفاقه.. فصاحب الدين والذى يخاف ربه لا يظلم.. شعاره إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان وليس هو من شيم اللئام فقد تجد ابنتكم سعادتها معه.. أكثر من صاحب المال.. فبعضهم لا يعرف من دنياه سوى عد المال ولا يأبه لمشاعر امرأته بأى حال من الأحوال.. قلبه غليظ..وكلامه فظ.. ولا يعرف طريق قبلته ولا أين ستودى به آخرته.
ارحمى ابنتك أيتها الأم.. زوجيها لمن أحبت ولمن قلبها هوى. طالما دينه وعلمه بين يديه فلا تخافى منه لأنه متسلح بشرطين أساسيين فى سعادة البشر.

ارحموا هؤلاء الشباب فى المهور وفى الفيلات وفى الثياب ودعوهم يدفعون قدرتهم ويكون قرشه حلالا يسعد به أولاده.. ولستم بأعلم من رب العباد كيف سيرزقه وكيف سيكون المراد.

فالبنت سترها بيتها وتكوين أسرتها.. وزوجها عزها فلا تحرموها من حقها الشرعى فى اختيار حبها من أجل حفنة من المال ونحن فى نهايتها إلى التراب.

عندها لا المال ينفعنا ولا الفيلات ستساعدنا ولا العربية تفيدنا ساعة الحساب.. وإنما أعمالنا هى شفيعنا ورضاء الله هو مطلبنا.. عنده سنسكن جنان الخلد ونشرب أعذب الماء ونلبس الديباج.

لا واسطة هناك ولا ملك له جاه وإنما أفعالنا هى سندنا وملكنا إن شاء الله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة