الله لطيف بعباده وبغير عباده. فالذى يعبده مصاب مبتلى، وهو فى ذلك منعم إن كان صابراً محتسباً، وإن كان منعماً قدراً صريحاً وكان حامداً شاكراً فجزاؤه خير عند الله، أما الذين لا يعبدون الله كفراً عقائدياً أو تقصيراً فى العبادة، فإن كانوا منعمين لجهد مبذول فلا استحقاق إلا لنعيم دنيوى بنى على العمل والجهد، وإن كانوا غير منعمين لتقصير فى الجهد والعمل فلا استحقاق لنعيم فى دنياهم كما فى أخراهم.
ومن هنا وفى ظل الحالة التى نعيشها الآن هل نستحق نحن المصريين بالفعل أقدارنا؟ كنا قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير نعيش كما لو كنا أموات لا نعرف لأنفسنا هوية، غابت عنا القيم الإنسانية كما غيبنا القيم الروحية والدينية عن حياتنا، والغريب أننا كنا نضع لأنفسنا دوماً الحجج ونسوق من المبررات ما لا يسمن ولا يغنى من جوع، فانعدم الإحساس بالوجود كما انعدمت المسئولية عن الوجود، غلب اهتمامنا بالنتائج دورنا فى خلق الوسائل فصارت الغاية تبرر الوسيلة شعاراً، وانعدم وبلا شك دور العمل والاجتهاد وحب العلم والتعاون والمساواة وانتشر الفساد فى البر والبحر فكنا حقاً نستحق أقدارنا.
وفى الخامس والعشرين من يناير غابت عنا تلك الشمس التى اعتدناها وأشرقت علينا شمس جديدة ما ألفنا نورها من قبل، كما استغربنا دفئها، وأشرقت من قلوبنا أشعة أضاءت ربوع الوطن بنور الأمل والعدل والحرية، فكان منا من ضحى بنفسه وصنع من روحه جسداً عبرنا عليه من اليأس إلى رحاب الأمل فكان قدراً استحقه من استحقه.
وجاء الدور علينا الآن إما أن نبذل من الجهد والعمل والتضحية بكل غال وثمين حتى نستحق أقدارنا التى يقدرها القادر فننعم بالثقة، كما لن يتأتى لنا ذلك إذ لم نتحل بالصبر صبر المجتهد لا صبر العاجز فلنعمل ونكد وليكن ما يكون من قدر نستحقه.
الوصيف عزمى الشهاوى يكتب: أناس يستحقون أقدارهم
الإثنين، 19 سبتمبر 2011 12:59 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ولاء المصري
من الذي يعبث بأمن البلد ؟!!