ستة أشهر وبضعة أيام على تحقيق أول مطالب الثورة المصرية التى انطلقت فى الـ25 من يناير 2011، أول المطالب سقوط النظام، لكن هذا المطلب كان مُنتقصاً، حيث لم يتم تحديد المنطقة التى يسقط فيها النظام، وهل يسقط ونتركه، أم يخرج أم يرحل؟
على كل الأحوال مضت الثورة كسلحفاة لا يُتوقع لها أن تفوز فى السباق، كما حدث فى القصة الشهيرة لسباقها مع الأرنب، فكل مطلب يتحقق بطلوع الروح ومليونيات واحتجاجات.
الستة أشهر الماضية لم تكن عادية، فهؤلاء المتابعون دون مشاركة داخل الميدان كانوا متعاطفين فى البدايات، ينوء بهم أحمالهم وأعبائهم، يشعرون ببارقة أمل، لكن ثقافة المشى جنب الحيط التى تم غرسها فى المصريين على مدار ثلاثين عاماً كانت هى الأقوى.
ماذا حدث لمصر بعد الثورة؟
زيادة متنامية للأسعار وغير مفهومة، ولا أحد يتصدى لها.
انفلات أمنى مع شائعات منظمة عن عمليات خطف وسرقة بالإكراه وبلطجة سرعان ما تحولت من شائعات إلى حقائق.
لم يحدث أى شىء للأجور مما جعل الزيادة التى حدثت فى الأسعار تضغط على المواطنين حتى الاختناق، بل إن بعض الشركات فى القطاع الخاص استغلت التصريحات حول عجلة الإنتاج العطلانة فى أن تحرم موظفيها من الحوافز والأرباح، الأمر الذى ساهم فى خلق مساحة الكره الخاصة بكل فرد تجاه الثورة، فهى التى أتت على أكل عيشه.
عشرات المحاكمات العسكرية بل مئات حتى لهؤلاء الذين تحدثوا عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى.
حالة من البلطجة تسود بين الجميع، لا أحد يمكن توقيفه ولا خطأ يتم العقاب عليه، الميكروباصات تسير فى الاتجاه المعاكس فى الشوارع الرئيسية، والسيارات تقف صف ثانٍ وثالث فى شوارع حيوية، مما زاد من اختناقات المرور، وأصبح المشوار الذى يذهب إليه المواطن فى ساعة فى أوقات الذروة يذهب له فى ساعات.
لم تختف الرشوة بل إنها أصبحت علنية فى كثير من الأماكن واللى مش عاجبه سيقوم السيد الموظف أو المسئول بعمل وقفة احتجاجية.
لا أحد من المسئولين فى أى من موقعه يتخذ قرارا بسهولة، أى قرار مهما كان حيويا لا يتم اتخاذه إلا بعد ضغوط.
تعطلت مصالح المواطنين، وضاق بهم الحال بعد الزيادات المزعجة فى الأسعار خاصة أسعار السلع الغذائية، واختفت حالة الاحترام لأن أى شخص أصبح يرفع صوته ويحتج سواء كان صاحب حق أو لا، وفى كثير من الحالات يكون من يرفع صوته غير ذى حق.
السائق يقود فى الاتجاه العكسى وإن شكوت أو تذمرت فسوف يكيل لك الشتائم، وفى أبسط الحالات سينظر لك شذراً وفى سخرية وأحياناً ازدراء.
حالات من الرعب المستتر بين الأقباط من التصريحات الخاصة بالجماعات الدينية عن تطبيق الشريعة وفرض الحجاب التدريجى، وظهرت فى بعض وسائل المواصلات وخاصة عربات السيدات فى المترو، الناصحات لكل فتاة غير محجبة أن تضع إيشارب يدارى ذراعيها فى حالة ارتداء بلوزة قصيرة الأكمام، وبالفعل انتشرت ظاهرة الإيشاربات التى تعلو الأكتاف.
لا يمكن التغاضى عن حالة الضيق التى ظهرت بين المواطنين سباباً وكراهية للثورة، فلم يجدوا منها خيراً، ولأن مصر نست الزراعة منذ زمن ولم تعد دولة زراعية، كما تعلمنا فى كتب الجغرافية، نسى الناس كذلك، أن البذور لابد لها من فترة حتى تزهر، وفترة أخرى حتى تؤتى ثمارها.
لا أحد يريد الانتظار، ولا أحد يفكر فى التخطيط للغد، الأغلبية تريد النتائج فورية كما تريد، وكما تريد هذه تشوبها الكثير من علامات الاستفهام مع كثرة الائتلافات والقوى الوطنية وتعدد الطموحات واختلاف الأولويات.
لم أعد أتعجب إن سمعت شخصاً يشتم فى الثورة وفى ميدان التحرير، ليس مستغرباً ولا أستطيع لومه، الآن يتم توقيف المواطنين فى سياراتهم الشخصية ويتم الاعتداء عليهم وسرقة سياراتهم، ولا تعود السيارات، الآن يمكن لأى شخص وهو يتحدث فى هاتفه وهو يسير فى الشارع أو يجلس فى تاكسى أن يمر شخص إلى جواره ويخطف الهاتف ويهرب على موتوسيكيل دون أن يوقفه عسكرى، الآن عربة السيدات بالمترو تمتلئ فى كثير من الأحيان بالرجال، وإذا تحدثت سيدة سمعت ما لا تحب، الآن ماكينات المترو فى أغلبها خربة، وكثيرون لا يكترثون بشراء تذاكر ولما إذا كانت الماكينات معطلة.
المشكلة فى كل هذا أن هذه الأمور وهذه الحالة من الاستعداء نحو الثورة وتحويل المواطنين نحو الإعلان عن كراهيتهم للثورة، لأنها ساهمت فى زيادة أوضاعهم سوءاًَ، هذه الحالة تترك علامات استفهام لا يمكن التغاضى عنها عن الثورة والثوار ومن يحمى الثورة فعلا، ومن يريد بمصر أن تعود لعصور أشد إظلاماً وظلماً؟
عدد الردود 0
بواسطة:
لا للفهلوة
سلام جامد اخر 80 مليون حاجة
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد سمير
وبعدين
عدد الردود 0
بواسطة:
فايز
المنافقين والاعلام الماؤجور هم سبب كراهية الناس للثورة