حسام الشيخ يكتب: لا تحرقوا مصر

الأحد، 18 سبتمبر 2011 01:05 م
حسام الشيخ يكتب: لا تحرقوا مصر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما نجح الشعب المصرى فى إسقاط النظام الفاسد عبر ثورة سلمية بيضاء لم يشهد لها التاريخ مثيلا، ثم قام بتنظيف وإصلاح ما خلفته الجموع المليونية فى شوارع وميادين مصر كلها، انبهر العالم بأجمعه بهذا الإنجاز العظيم، وهذا السلوك الحضارى غير المسبوق.

وعندما ارتضى المصريون أن تحاكم هذه الزمرة البائدة أمام القضاء العادى، رافضين المحاكم الثورية أو العسكرية، أثبتوا للدنيا أيضا أنهم شعب راق أصيل صاحب حضارة عمرها 7000 سنة.

إلا أن هناك من يستكثر على هذا الشعب العظيم أن يحتفظ بوجهه الحضارى وسلوكياته الإنسانية، فيعمل على تشويه إنجازاته بشتى الوسائل مستغلا بعضا من أبنائه ضعاف النفوس الذين لا يخلو منهم مجتمع على وجه البسيطة، لينال من نصاعة الثورة، وينسب لها جرّ مصر وربما المنطقة بأسرها إلى ما لا تحمد عقباه، بل ويتمنى هؤلاء أن يتراجع الدور المحورى لمصر فى المنطقة، وأن تتخلى عن موقعها الريادى لتتوارى خلف الصفوف.
والسؤال المطروح بقوة هو: من أحرق مديرية أمن الجيزة؟ ومن قام بخلع لافتات وزارة الداخلية وأحرق سيارات الشرطة؟ ومن قام بتكسير وهدم الحاجز الأسمنتى حول السفارة الإسرائيلية؟

الإجابة المنطقية على هذه التساؤلات هى: إن من قام بهذه الأعمال لا يمكن أن يكون مصريا.. أو أنه يحمل الجنسية المصرية لكنه تخلى عن انتمائه الوطنى وانضم إلى ثلة من الفاسدين والخونة عديمى الضمير أو المسئولية.. لأن كل المصريين يدركون تماما أن ممتلكات وزارة الداخلية هى ممتلكات للشعب، وأن الشارع الذى تقع فيه السفارة الإسرائيلية، هو شارع مصرى، وأن المبنى الذى يحوى شقة السفارة الإسرائيلية، هو مبنى مصرى، وأن الحاجز الأسمنتى حول السفارة الإسرائيلية بناء مصرى، أنشأته إحدى المحليات للحفاظ على أمن المنشآت الدبلوماسية، كما تنص الاتفاقات الدولية، فالوزارة والشارع والمبنى والشقة والجدار كلها مصرية وعلى أرض مصرية.

وعلى من يريد أن يحارب إسرائيل أن يعد العدة أولا ثم يتجه إلى الحدود.
ثم ألم يكن كافيا أن يقف الثوار والمتظاهرون وقفة حازمة حاسمة أمام السفارة الإسرائيلية مدللين على غضبهم بحرق علم إسرائيل كرمز للدولة العبرية أو حتى المطالبة بقطع العلاقات أو طرد السفير دون تخريب أو حرق.

المصريون ليسوا فى حاجة للمزايدة على مواقفهم، فهم يرفضون احتلال الأراضى الفلسطينية، ويستنكرون الاتفاقات الجائرة التى حرمتهم من استغلال سيناء كجزء غال من أرضهم، ويرفضون بشدة تصدير الغاز لإسرائيل ويصرون على فسخ عقده فورا، ويعتبرونه جريمة خيانة عظمى، كونه يمثل إهدارا لجزء كبير من الاقتصاد الوطنى لصالح دولة معادية، ويطالبون بتطبيق أقصى العقوبة على كل من كان وراء هذا التعاقد.

وعلى المصريين أن يتحملوا مسئولياتهم التاريخية، وألا ينسوا أنهم ينتمون إلى بلد عظيم إذا اهتز اهتزت له الدنيا كلها، لذا يتوجب عليهم الحفاظ على مكتسبات ثورتهم والتمسك بسلوكياتها سلمية بيضاء، وليضعوا نصب أعينهم أنهم أبناء الشقيقة الكبرى التى يحتذى بها.. وعلى المندسين فى الصفوف أن يكفوا عن الإساءة لأنفسهم ولوطنهم، وأن يوقنوا بأن الهدف الأسمى هو إعادة مجد مصر لتسترد مكانها الطبيعى بين الأمم.
لا تحرقوا مصر، فمصر كما هى هبة النيل والحياة، هى أيضا مقبرة للفاسدين و
المفسدين.





مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد السباعى المحامى

تكريم الشحات بمثابة اعلان اهدار لحرمة السفارة كبعثة دبلوماسيه

عدد الردود 0

بواسطة:

Eslam fathi

في التأني السلامة

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر محمود

ثورة نظيفة

عدد الردود 0

بواسطة:

زكى محمود

فعلا سلمية

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير احمد مشيمش

محروسه يا مصر ....... واجمل تحيه للدبلوماسيه المصريه و الاستاذ / محمد السباعى المحامى .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة