بسيونى يرحل بعد عمر فى العمل الدبلوماسى فى "تل أبيب".. خبراء: قضى 20 عاما فى قلب إسرائيل يروض "الموساد" وخسرناه خبيرا فى الشئون الإسرائيلية

الأحد، 18 سبتمبر 2011 04:25 م
بسيونى يرحل بعد عمر فى العمل الدبلوماسى فى "تل أبيب".. خبراء: قضى 20 عاما  فى قلب إسرائيل يروض "الموساد" وخسرناه خبيرا فى الشئون الإسرائيلية السفير الراحل محمد بسيونى
كتب إبراهيم بدوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاجأ الموت المصريين بتوريته جثمان سفيرنا الأسبق بتل أبيب محمد بسيونى صباح اليوم، الأحد، عن عمر يناهز 74 عاما بعد حياة حافلة بالعطاء فى القوات المسلحة والسلك الدبلوماسى.

وجاء نبأ الوفاة مفاجئا للكثيرين، حيث كان الفقيد يملأ الدنيا عملا ونشاطا وكان ضيفا على أحد البرامج التليفزيونية قبل الوفاة بيوم واحد. وبعد رحلة طويلة مع مرض الضغط والسكر مات بسيونى بين جنبات العمل والحياة السياسية والدبلوماسية خبيرا ومرجعا فى العلاقات مع تل أبيب.

اتفقت الآراء حول صدمة الموت المفاجئ للفقيد الذى كان يتمتع بحيوية كبيرة حتى آخر لحظة فى حياته وقال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجى فى اتصال هاتفى مع "اليوم السابع": علمت خبر الوفاة من صديق مشترك بينى وبين السفير بسيونى الذى كان أستاذى فى الكلية الحربية فى مادة التكتيك وتتلمذت على يديه، كما جمعتنا ظروف العمل عندما عمل ملحقا عسكريا فى سوريا.

وكان الفقيد قارئا جيدا ودمث الخلق ويحب مصر حبا جما، وكان معروفا عنه القدرة على العمل لساعات طويلة وعمل لأكثر من 21 عاما كدبلوماسى بالسفارة المصرية فى إسرائيل وكان على علم تام بالمجتمع والظروف والشخصيات الإسرائيلية، كما مر عليه الكثير من رؤساء الوزراء الإسرائيليين وكان يتمتع باحترام الجميع.

وأضاف اللواء سيف اليزل أن الفترة التى عمل بها بسيونى بإسرائيل كانت حافلة بالأحداث صعودا وهبوطا وكانت العلاقات تتوتر وتتحسن بين الحين والآخر وأثبت خلال فترة عمله قدرة عمل الدبلوماسية المصرية فى إسرائيل فى أطر محددة.

بينما يقول الدكتور محمد أبو غدير أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر أنه علم الخبر من الإذاعة وأن الفقيد قضى أكثر من 20 عاما بتل أبيب بضغوط من الرئيس السابق حسنى مبارك ولا نملك سوى طلب الرحمة والغفران للفقيد.

يؤكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أنه لا ضغوط يمكن ممارستها على عمل الدبلوماسى وبسيونى كان من الشخصيات التى أدت دورها بإخلاص وكانت أبرز فترات عمله الدبلوماسى فى تل أبيب وشهدت مراحل عصيبة فى العلاقات المصرية الإسرائيلية وتم استدعاؤه أكثر من مرة للتشاور حول بعض النقاط.

وأشار إلى أن موت بسيونى لم يكن مفاجئا له بنسبة 100% بحكم السن وإجرائه لجراحة كبيرة منذ سنوات، مؤكدا على خسارة مصر لقيمة وخبرة كبيرة فى شخص بسيونى الذى عايش تجربة صعبة بكل جوانبها وكان أحد الخبراء فى الشئون الفلسطينية والإسرائيلية من خلال قربه من صناع القرار فى إسرائيل ومعرفته بالتعنت الإسرائيلى.

وأكد السفير رخا أنه لا توجد مواصفات خاصة لأى دبلوماسى يعمل فى إسرائيل سوى القدرة على فهم المواقف وإبعادها وعدم التسرع فى القرار وتلقى أسوأ الأخبار بأسلوب جيد بما يحافظ على استكمال عملية السلام التى لم تلتزم بها إسرائيل فى اتفاقية كامب ديفيد بتحقيق الحكم الذاتى للفلسطيينيين.

وأشار إلى أن خبرة بسيونى فى الملف الفلسطينى الإسرائيلى كانت تكفل تجديد فترة خدمته التى لا تتجاوز 4 سنوات فى الحالة العادية.

قضى بسيونى شبابه فى الحياة العسكرية بالمشاركة فى الحروب الأربعة 56، 67 وحرب الاستنزاف وحرب 1973. وانتقل بعدها من ميادين القتال المباشر إلى مواجهة الموساد الإسرائيلى أحد أقوى أجهزة المخابرات فى العالم وأكثرها شراسة.

وتكشف السيرة الذاتية للسفير بسيونى عن حياة مليئة بالعمل والمهام الصعبة منذ التحاقه بالكلية الحربية وانضمامه إلى الجيش المصرى فى عام 1950 وخدمته بجهاز المخابرات العسكرية المصرية، حتى وصل إلى رتبة العميد. وفى عام 1973، شغل منصب الملحق العسكرى بسفارة مصر فى دمشق. ولعب بسيونى خلال تلك الفترة دوراً أساسيا فى التنسيق للهجوم المشترك بين مصر وسوريا ضد إسرائيل. وفى عام 1976، تم تعيينه ملحقا عسكريا فى سفارة مصر بطهران.

أمضى بسيونى أكثر من 20 عاما بالعاصمة الإسرائيلية تل أبيب بعد التوقيع على معاهدة كامب ديفيد فى عام 1979 بين مصر وإسرائيل، حيث تم تبادل للسفراء، وتم تعيين بسيونى نائباً لسفير مصر فى تل أبيب، بعد أن سحبت مصر السفير سعد مرتضى فى عام 1982 احتجاجا على اندلاع حرب لبنان، وبعدها تم تعيينه لإدارة السفارة حتى عام 1986، ثم تم تعيينه رسميا سفيرا لمصر فى إسرائيل.

"كنا أول من وقع وآخر من طبّع" كانت هذه جملة بسيونى الشهيرة فى حديثه عن توقيع اتفاقيات خاصة بالاتحاد من أجل المتوسط وتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وشغل بسيونى المنصب حتى عام 2000، حتى تم استدعاؤه إلى مصر احتجاجا على ممارسات إسرائيل الوحشية فى الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وبعد عودته إلى مصر تم اختياره نائبا لرئيس لجنة الشئون العربية والخارجية فى مجلس الشورى ثم رئيسا لنفس اللجنة ثم رئيسا للجنة حقوق الإنسان فى مجلس الشورى فى يناير 2011 إلى أن تم حل المجلس.

ولم يتوقف بسيونى عن العمل بنشاط وحيوية رغم تجاوزه السبعين فكان حريصا دائما على مشاركة الراى العام ارائه المتعلقة بالعلاقات مع دول المنطقة وإسرائيل على وجه الخصوص.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة