مرت أمس الذكرى الخامسة على رحيل فؤاد المهندس، أستاذ الأجيال فى فن التمثيل والحياة، فؤاد المهندس أحد أفضل الفنانين الذين قدموا كوميديا صادقة، وأعمال فنية ما زالت محفورة بحروف من ذهب فى تاريخ المسرح والسينما.
استطاع فؤاد المهندس عبر حياته التى امتدت اثنين وثمانين عاما، أن يرسم الضحكة على وجوه المشاهدين خلال رحلته مع الفن، وكان فؤاد المهندس يرى أن الفن له رسالة سامية وليس مجرد عمل، وكان يؤمن دوما أن المسرح هو الفن الحقيقى ويعتبر اللقاء اليومى بجمهوره واجب مقدس يجب أن يؤديه وهو فى أفضل صورة.
من النادر أن نجد بيننا من لم يستمع ويستمتع يوما بصوت فؤاد المهندس وهو يقدم برنامجه الإذاعى اليومى كلمتين وبس لمدة أكثر من ثلاثين عاما، ولا يوجد من لا يبقى مشدوها أمام إحدى مسرحياته، أو مستمتعا مع أحد أفلامه، أو سعيدا مع فوازيره.
من حظى أننى استمتعت مع عدد قليل من الزملاء فى الأهرام بلقاء الفنان فؤاد المهندس مرة واحدة فى منتصف التسعينيات فى أثناء زيارته لمجلة علاء الدين بجريدة الأهرام حيث كانت المجلة تستعد لتكريمه تقديرا لمشواره فى الأعمال التى قدمها للأطفال وعشقها الجميع، وكان خلال الجلسة له شخصية قوية وفى نفس الوقت مرحا وحكاءً ولديه قدرة رائعة على جذب أذهان الحضور، وقد مرت الساعات فى الجلسة سريعة جدا وللأسف لم تتذكر مرة أخرى ولم يقام حفل التكريم أصلا، ولكنها ظلت محفورة فى أذهان كل من حضرها.
يرصد كل المؤرخين دور فؤاد المهندس فى الحياة الفنية بداية من مرحلة الستينات وحتى رحيله ونجاحه فى أن يقدم تجارب مسرحية مميزة تتوافر فيها كل مقومات الفن الحقيقى.
أول أمس تابعت مع ابنتى مسرحية هالة حبيبتى التى كانت تعرضها إحدى الفضائيات والتى قدم فيها فؤاد المهندس دورا أبويا رائعا يشع بالحنان والقدرة على نشر البهجة والسعادة لدى الجميع، وقد قالت لى ابنتى ببراءة "أنا بحب عمو فؤاد قوى يابابا" وهذه هى الحقيقة التى يشعر بها الأطفال الذين يمتلكون مشاعر صادقة، وهى حقيقية شخصية هذا الفنان العظيم، رحم الله الأستاذ فؤاد المهندس.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
ربنا يرحمك
ربنا يرحمك
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد الدق
الرحمة يارب