أكد رئيس مجموعة البنك الدولى روبرت زوليك، أن زمن التخبط والعشوائية قد انتهى، وأنه على جميع البلدان التحلى بروح المسئولية فى الاقتصاد العالمى، مضيفاً أن عليها التصدى للمشكلات التى تواجهها اليوم، مع الاستعداد لمواجهة تحديات الغد، وحل مشاكلها وقضاياها الوطنية بما يساعد فى صياغة نظام عالمى قوى.
جاء ذلك فى بيان ألقاه أمس، الخميس، فى جامعة جورج واشنطن بعنوان "عالم ما بعد المعونة"، وأضاف زوليك أنه على العالم أن يدرك الحقائق الجديدة، وأن ينتقل إلى نظام عالمى يدمج معاً البلدان المتقدمة والنامية، وروح الإبداع والابتكار، واستثمارات القطاع الخاص، والمرأة التى تشكل نصف سكان العالم وغالباً ما تتعرض للإهمال.
وأضاف: "إذا لم نسبق الأحداث، ونتكيف مع التغيير، وإذا لم نترفّع ونعلُ فوق التكتيك السياسى قصير الأمد مُدركين أن القوة لا تأتى إلا فى كنف المسئولية، فإننا عندئذ سوف ننجرف فى تيارات خطيرة، إنه درس التاريخ بالنسبة للجميع، البلدان المتقدمة وبلدان الأسواق الصاعدة على حد سواء".
وقال، إن العالم مر بتغيرات جذرية منذ عام 1944 عند إنشاء نظام بريتون وودز من أجل الاقتصاد العالمى، فالبلدان النامية لم تعد مستعمرات تابعة، لكنها اليوم تشكل حصة متزايدة من الاقتصاد العالمى، ويشمل ذلك التبادل التجارى وتبادل المعرفة فيما بين بلدان الجنوب، وتكتسب هذه البلدان كذلك مساحة أكبر لإبداء رأيها فى كيفية إدارة العالم، وتقدم حلولاً إنمائية للآخرين، وإن كان لا يزال يعيش بها المليارات من الفقراء.
وأضاف زوليك: سوف تنضم الاقتصاديات الصاعدة إلى شبكات جديدة فى سياق مجموعات مؤتلفة متنوعة الأطياف وأنماط متغيرة، وتُزيحُ هذه الشبكاتُ الجديدة الهياكل الهرمية القديمة، لكن البلدان المتقدمة لم تدرك بعد هذه التغيرات إدراكاً كاملاً، ومازالت تعمل فى إطار سياسة "افعل ما أقوله لك ولا تقلّد ما أفعله"، فالبلدان المتقدمة لم تفتأ تحث البلدان النامية على ضرورة ضبط ماليتها العامة، بينما تعانى هى من عجز مالى ضخم، ولم تفتأ تشجع استمرارية القدرة على تحمل أعباء الديون، فى حين أنها هى نفسها غارقة فى ديونٍ بلغت أعلى مستوياتها التاريخية.
وحذر زوليك من أن البلدان المتقدمة لا تقوم بمعالجة مشاكلها، وأن ذلك قد يشكل عقبة أمام الاقتصاد العالمى، إن عالم "ما بعد المعونة" يدرك أن الهيكل الهرمى للعالم القديم قد ولى، وقد حلت محله مجموعة مختلفة من العلاقات بين البلدان المتقدمة والنامية، وهو عالم يمكن أن يكون اتباع سياسات رشيدة فيه أكثر أهمية من المال.
وبين زوليك، أنه بالنسبة للبلدان النامية، فإن عالم ما بعد المعونة يعنى تعبئة واستقطاب المدخرات والإيرادات المحلية بشفافية، وتشجيع المشاركة القوية من قبل المواطنين بجانب ترسيخ الحكم الرشيد والانفتاح والشفافية، والاستثمار فى التعليم وبرامج شبكات الأمان القوية وتعزيز قدرات المؤسسات والمسئولين على الوفاء بمسئولياتهم وتحقيق النتائج، والاستثمار فى البنية التحتية اللازمة لإرساء الأسس الضرورية لزيادة الإنتاجية فى المستقبل، والاستثمار فى الاتصال والتواصل، مع جمع البيانات وتبادل المعلومات، نظراً لأن البيانات والمعلومات الجيدة ستكون على القدر نفسه من أهمية المساعدات المالية.
وأشار زوليك إلى أن الاستفادة من قوة المرأة وما تحمله من قدرات واعدة عن طريق القضاء على عدم المساواة بين الجنسين تشكل جزءاً مهماً فى عالم "ما بعد المعونة"، مقترحاً لتحقيق ذلك "حلاً قائماً على نسبة 50 فى المائة".
وقال: "لن نستطيع إطلاق الإمكانات والقدرات الكاملة لنصف سكان العالم إلا إذا قمنا على الصعيد العالمى بمعالجة قضية المساواة بين الجنسين؛ إن إعطاء المرأة الحق فى امتلاك الأراضي؛ والحق فى ملكية الشركات وإدارتها؛ والحق فى الميراث؛ وزيادة قدرتها على الكسب؛ وزيادة قدرتها على التحكم فى موارد أسرتها، كلها عوامل يمكن أن تؤدى إلى تحسين صحة الطفل، وزيادة تعليم البنات، وتعزيز إقامة المشاريع وأنشطة الأعمال ورفع الإنتاجية الاقتصادية، وذلك يجعلنا أكثر اقتراباً من عالم ما بعد المعونة".
زوليك: زمن العشوائية انتهى وعلى البلدان المتقدمة معالجة مشاكلها
الجمعة، 16 سبتمبر 2011 01:21 ص
روبرت زوليك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
كاتم السر
ابعت لنا وزير الاستثمار اولا وبعدين نتفاهم على النصايح الرخيصة