راندا فتحى تكتب: ماذا ينتظرون؟

الجمعة، 16 سبتمبر 2011 11:30 ص
راندا فتحى تكتب: ماذا ينتظرون؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع اقتراب الانتخابات البرلمانية الأولى بعد - مبارك شو - الذى استمر على الساحة لأكثر من ثلاثين عاما وجدت أمرا شديد الغرابة، لا يوجد حزب واحد من الأحزاب الموجودة على الساحة طرح برنامجه الانتخابى، هذا البرنامج الذى من المفترض أن يستند إليه الناخبون لتحديد مرشحيهم لمجلسى الشعب والشورى، ولم أجد سوى أمرين يفسران هذا الغياب.

الأول أن الأحزاب لا تمتلك برنامجا واضح المعالم، والثانى أن الأحزاب المحترمة تستند إلى ضمانات أخرى لنجاحها فى الانتخابات.

مجرد التفكير فى كلا الأمرين يثير التشاؤم، فإذا غابت عن الأحزاب البرامج الواضحة ذات الجداول الزمنية المنطقية، فهذه كارثة، لأننا بذلك نعود إلى المربع زيرو، وإن وجدت فأين هى؟ هل هى مفاجأة سارة يخبئها الحزب لمريديه؟ أم خطط مهلهلة لبيانات ومعلومات منقوصة غير ملمة بحال البلاد وما آلت إليه الأوضاع بها؟

هل اكتفت الأحزاب باللقاءات التلفزيونية والتصريحات الصحفية المتناثرة هنا وهناك كوجبة تشبع المواطنين لحين وضع برنامج انتخابى، أو لعل الأحزاب والقوى السياسية وليدة الثورة المجيدة تنتظر نتيجة الانتخابات وإلى من ستذهب الدفة، توفيرا للجهد والتعب، فإذا فزت هاؤم اقرأوا برنامجى، وإذا فشلت ألقت بأى خطط وراء ظهرها.

وإذا قررت الأحزاب الاستناد لضمانات أخرى فما هذه الضمانات؟ هل هى الحماسة والتفاؤل بالشباب أم صورة فى ميدان التحرير وسط المتظاهرين؟ قد لا يكون ذلك وإنما شهرة بعض أعضائها ونفوذهم المالى والإعلامى، بل لعله إثارة الطبقات الفقيرة على الرأسمالية والمحتكرين واستدعاء صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نصير الفقراء والمكروبين، أو اللعب باحتراف على الوتر الدينى دون مراعاة لمتطلبات هذا الكرسى الذى سيجلس عليه صاحبنا تحت قبة البرلمان.

لا يا أعزائى السياسيين الشعب المصرى لن يكون بهذه السذاجة، ويستحق منا القليل من الاحترام والتقدير لرأيه وصوته، هذه الأمانة التى لن يعطيها لأى من كان، بل للشخص الوحيد الذى يستطيع صيانتها والتعامل بمقتضاها فى إطار مصلحة الوطن والمواطنين، لذا أرجو الأحزاب السياسية وكذا من ينوى الترشح لمقعد الرئاسة أن يسارعوا بالإعلان عن برامجهم الانتخابية وخططهم للخروج بمصر من الكبوة التى تعيشها، لأن هذا - وهذا فقط - هو السبيل الوحيد لكسب الأصوات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة