أحمد عبد العليم يكتب: أصداء الثورة القادمة!

الجمعة، 16 سبتمبر 2011 12:15 ص
أحمد عبد العليم يكتب: أصداء الثورة القادمة! التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعطش المصريون لطعم الانتصارات، حتى ولو كان انتصارا رمزيا، هو أسوأ ما أفرزه عهد المخلوع مبارك، حيث كتم أنفاس شعب لثلاثة عقود كاملة، وغلّق كل متنفس للحياة الكريمة، وأوصد كل باب قد يأتى من خلفه بصيص أمل، ولا يأبه بهم ولا يهتم!

واختزل لهم الانتصار فى موقعة لكرة القدم، وأصّر أيضاً أن يكون فى الصورة بصفته الملهم والزعيم، وبرع فى صناعة الوهم وتجارة اليأس، وترك جسد مصر عاريًا لكل صاحب هوى، ولم يخجل، ولم يلبث أن سجن مصر كل يوم آلاف المرات.

وتأتى موقعة العَلَم الأولى – وبغض النظر عن بطلها الحقيقى- انتصارا رمزيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكانت نشوة السعادة نتحسسها فى عيون معظم المصريين، وهم يسجلون هدفا فى مرمى إسرائيل، وكان الاحتفاء ببطل الموقعة هو دليل قاطع على وهم التطبيع الذى بدأه السادات وكرّسه المخلوع.

ولكن التاريخ يعلمنا بأن معركتنا مع إسرائيل هى بالأساس معركة عِلم وليست معركة عَلَم، وأن فقه الأولويات يؤكد لنا أن بناء الإنسان المصرى بالتوازى مع بناء الدولة المصرية هو ما يجب علينا البدء به الآن وفورا، ثم بعد ذلك، تأتى إسرائيل وعَلمها وجندها وأرضها ومعركتنا التى لا مفر لنا منها، ولا مفر لها منا.

مازالت ثورة 25 يناير، مُغيبة عنا، أو عُمّيت علينا حتى كدنا لا نراها، وأصبح الميدان رمزاً يعبث به كل صاحب مصلحة، وكل صاحب ائتلاف بوجوه لم نألفها فى الميدان، ومازالت مصر بعد الثورة لم تختلف كثيرًا عن مصر قبلها، وأصبح الأخطر أن هناك أيادى تدفع مصر باتجاه الفوضى، كى تنقلب مصر على ثورتها وتطلقها طلاقا بائنًا.
ومثلت مليونية 9/9 صراعا بين أهواء مختلفة، وتكريس لما تواجهه الثورة من مخاطر جمة، قد تدفع إلى اغتيالها أمام العيان، ورغم اتفاقى التام على ضرورات جمعة تصحيح المسار، خاصة أنها عنونت نفسها بذلك، إلا أن ما حدث خارج ميدان التحرير عند وزارة الداخلية وعند السفارة الإسرائيلية حتى ولو تم إنزال العَلم مرة أخرى، هو أمر غير صائب وليس فى مصلحة مصر الآن.


هناك من يدفع مصر للصدام المبكر مع إسرائيل، وأن تظل كراهية الشرطة للثورة حاضرة فى أذهانهم، وأن يظل البسطاء يلعنون الثورة وهم يشاهدون مشاهد دماء وإصابات، وأن تأتى على مصر لحظة ما يتمنى فيها غالبية المصريين أن يستمر حكم العسكر للأبد.

وقبل أن نلوم الشباب على هدم سور السفارة الإسرائيلية، علينا أن نلوم من بناه، وقبل أن نلوم من خرجوا للميدان يوم الجمعة، أن نلوم من دفع باتجاه أن تظل مصر بعد مرور تسعة أشهر من ثورتها كأنها كما كانت قبل 25 يناير.

ويبدو أن مصر الآن فى طريقها لثورة قادمة، نسمع أصداءها فى الشوارع الآن، ثورة لتصحيح مسار الثورة الأولى، أبطالها هم الثوار الحقيقيون الذين أبدعوا فى 18 يومًا لوحة أبهرت العالم أجمع، وليسوا سماسرة الثورة الذين باعوها لأول مشترٍ.

أو هى ثورة للانقلاب على ثورتنا الأولى، أبطالها هم الفلول وأعضاء حزب الكنبة وعدد كبير من البسطاء، ويدعمها الفقر والغياب الأمنى المقصود، وضبابية الإدارة غير المبررة.

مصر تريد الآن خارطة طريق لما هو قادم، وبشكل سريع، كى تبدأ معركتها الحقيقية بالعمل والعِلم، كى نروى ظمأ الظلم والاستبداد لعقود طويلة بانتصارات عظيمة، وليس انتصارات رمزية فحسب، انتصارات بحجم اللحظة التاريخية التى تعيشها مصر الآن.







مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

رنا يسري

سلم لسانك

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير احمد مشيمش

هيا بنا نعمل .......... هيا بنا نعمل .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة