يوما بعد يوم يستفحل أمر البلطجية ويفرضون سيطرتهم على الشارع يفرضون الإتاوات ويثبتون المارة فى الطرقات ويستولون على ما معهم ويسرقون السيارات بالإكراه تحت تهديد السلاح وكلما مر الوقت دون مواجهة حقيقية استفحل أمرهم وزاد نفوذهم وانضم إليهم جيل جديد تحت مسمى الباعة الجائلين الذين أغلقوا الشوارع والميادين ببضاعتهم.. تلك هى الحالة التى تعيشها العديد من شوارع مصر فى ظل الاستمرار المتعمد لاختفاء رجال الأمن وعدم القيام بدورهم فى حفظ الأمن وإعادة الأمان للشارع المصرى.. ولكن يجب أن نعترف أن التقصير ليس من رجال الشرطة وحدهم وإن كان يقع عليهم العبء الأكبر، ولكننا جميعا مقصرون، ولم نقم بدور فاعل فى مواجهة هذه الظاهرة التى تعصف باستقرار الوطن وما يستتبعه من طرد الاستثمار وعدم عودة السياح فمن يأمن على ماله ونفسه فى ظل هذا الانفلات.
وإنى أتساءل كيف يمكن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى ظل هذا الانفلات الأمنى وسيطرة البلطجية على الشارع المصرى، ومن يتحمل فاتورة الدماء التى ستسيل أثناء الانتخابات فلا يجب أن ننسى أن هناك المئات من رموز النظام السابق (الفلول) يسعون للوصول لكرسى البرلمان ولديهم المال والخبرة فى استخدام البلطجية فى إدارة الانتخابات.. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن أين مرشحو الرئاسة الطامحون والطامعون فى كرسى الرئاسة من هذه القضية فلم نسمع رؤية أيًا منهم لمواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها فلو افترضنا أن انتخابات الرئاسة تمت غدا نريد أن نعرف ماذا سيفعل كل منهم حال فوزه لمواجهة هذه الظاهرة.. ولم يقتصر التقصير على مرشحى الرئاسة فقط، ولكنه يمتد ليشمل كل الأحزاب سواء القديمة أو الحديثة، والتى أُنشئت بعد الثورة فلم نسمع عن أى مبادرة حقيقية أو رؤية أو رغبة فى المشاركة الفاعلة فى إيجاد حلول واقعية وعملية لظاهرة تهدد حاضر ومستقبل الوطن الذى ضحى من أجله مئات الشهداء وآلاف المصابين فى ثورة أبهرت العالم، ولكنها تواجه مخاطر استكمال مسيرتها نحو بناء مصر جديدة قوية قادرة أن تعود لريادتها من جديد وقادرة على تلبية طموحات وآمال أبنائها..
وذلك يستلزم منا جميعا سواء مرشحى الرئاسة أو الأحزاب التى تسعى للوصول لحكم البلاد أو الائتلافات الشبابية أن نتحرك جميعا وأن ننحى مصالحنا الشخصية وتطلعاتنا السياسى جانبًا حتى نقضى على ظاهرة البلطجة ليعود الأمن والطمأنينة لمصرنا الحبيبة.
محمد جرامون يكتب: مرشحو الرئاسة والأحزاب والبلطجية
الخميس، 15 سبتمبر 2011 12:23 م