لن أخفى عليكم أننى فى بداية تفكيرى فى كتابة المقال، كنت أود تناول الشخصيات التى أعلنت عن نيتها الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة فى مصر، سواء من أؤيدهم أو أرفضهم، ولكنى تراجعت، لأنى أردت الحديث عن شخصيتين محددتين أعلنتا عن نيتهما الترشح، ولديهما ثقة فى الفوز بكرسى رئاسة مصر، وهما المستشار مرتضى منصور والدكتور توفيق عكاشة.
ورغم إيمانى بأن المقال لن يكفى لكى يعبر عما بداخلى، وما يدور فى عقلى ووجدانى، وما أرفضه أو أؤيده فى مواقفهما، إلا أننى حاولت أن أقدم ما أستطع، للتعبير عن رأيى فيهما، ليس بدافع انتقاد شخصيهما، ولكن بدافع تقييم مواقفهما، وهذا بصفتى مواطنه مصرية لها حق الاختيار والتقييم من أجل الرفض أو التأييد.
فالثورة التى قامت للتخلص من حكم فاسد ومضلل، لابد وأن تأتى لنا برئيس يمكنه التعامل مع المرحلة القادمة بكل متغيراتها الطارئة والمختلفة عن العقود الماضية، فأنا لا انتقد أو أقيم الأشخاص، بقدر ما أحول تقييم العقلية التى تريد أن تحكم مصر، وفى محاولة منى لتصور النهج الذى سوف تسيرعليه هذه العقلية فى حكمها لمصر.
فالشخصية الأولى، (المستشار مرتضى منصور)، هو رجل فريد من نوعه، ولديه قدرة فائقة على الخصام والنزاع والتهديد والوعيد، واستغلال نقاط الضعف فى حياة الخصوم، من أجل محاربتهم وإسقاطهم، حيث يقوم بالرد على من يعارضه أو ينتقده من خلال إقامة دعاوى قضائية ضده سواء كان خصمه على حق أو على باطل، فأرى أن هذه الأساليب غير محمود استخدامها.
فالسيد المستشار لا يتهاون فى أى انتقاد يوجه له، وقد اعترف بنفسه من قبل -فى أحد الحوارات التلفزيونية له- قبل الثورة، "بأنه لن يترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، لأنه ليس من حقه أن يترشح، حيث يرى أنه لا يحمل المؤهلات الخاصة بالرئيس، لأنه رجل عصبي، وإذا أخطأ أحد فى حقه، فسيكون رده عبارة عن تحرك للقوات ضده، واعتقد أنه يقصد قوات المحاماة"، فلا أدرى أسباب تغير موقف السيد المستشار الآن، وإعلانه عن نيته للترشح، بل والتأكيد على أنه سوف يفوز بالمنصب،،، وأنا لا أنكر أنه حق للسيد المستشار كمواطن مصرى أن يترشح، ولكن ليس من حقه أن يتدخل فى إرادة الناخبين، ويُقر مسبقاً أنه الفائز فى الانتخابات.
لأن الشعب المصرى يختار ويُقرر، وأننا كشعب فمن حقنا أن نعارض وننتقد ونقيم تصرفاته وتصريحاته وسياسياته وقراراته، بل وتصرفاته -منذ أن أعلن نفسه كشخصية سياسية تريد الجلوس على كرسى رئاسة مصر-، ومن حقنا أيضاً أن يستمع لنا، وينفذ مطالبنا، وأن يتحمل ما سُيقال عنه فى وسائل الإعلام داخلياً وخارجياً بلا خطوط حمراء.
ومن يراجع مواقف السيد المستشار جيداً، سيتوقع أنه لن يقبل بذلك، ولكن المصريين بعد الثورة يريدون شخص قادر على تحمل النقد بصفته رئيساً لم يعد مسئولاُ عن نفسه فقط، بل عن شعب بأكمله.
أما المرشح الثانى (الدكتور توفيق عكاشة)،،، فكما يقول المصريون: "أول القصيدة كفر"،،، فماذا ننتظر من مرشح كان أحد أعضاء الحزب اللا وطنى اللا ديمقراطي؟، وكان أحد الموالين للسيد صفوت الشريف؟ ،، فهل يُعقل أن تقوم الثورة المصرية للتخلص من النظام والحزب، ثم تختار رئيساً كان أحد أعضاء الحزب؟،،، فلا أعتقد أن الإرادة الشعبية ستقبل بذلك، لأن الثورة المصرية اختارت أحداثها وحددت أهدافها، وأولها التخلص من كل من ينتمى لعقلية النظام السابق.
ولكنى أيضاً لا يمكننى أن أنكر حق الدكتور توفيق عكاشة فى الترشح، ولكنى انتقد إطلالته علينا ليُعلن الشروط الخاصة برئيس الجمهورية -من وجهة نظره طبعاً-، حيث رفض ترشح الدكتور محمد البرادعى لانتخابات الرئاسة، على اعتبار أنه "لا يُجيد تزغيط البط"،...فهل يمكن القبول بهذه العقلية رئيساً لمصر؟،،، فالإجابة تكون للشعب المصرى فى صناديق الاقتراع.
فمصر دولة عظيمة، وتحتاج أن تستعيد مكانتها وريادتها، ولذلك فهى بحاجة لسياسى مُحنك، يأتى من بين أبناء هذا الشعب، ويكون قد عايش المصريين وعايشوه، وشعر بهم وبظروفهم وباحتياجاتهم، ولديه القدرة على النهوض بدولة كانت غارقة فى الفساد لسنوات، ليكن قائد بحق، دون إدعاء أو تخوين أو رفض للانتقاد أو التقييم أو التقويم.
ويجب أن يكون رجلا على نفس المستوى الثورى لهذه المرحلة التى تعيشها مصر، فلا يخاف ولا يناور ولا يتراجع ولا يخفض صوته.
وألا يسكن فى برج عالٍ، وألا يخاطب المواطنين بنبرة تكبر أو تعالٍ، وأن يكون همه الأول هو تنمية مصر من الداخل، وحمايتها من الخارج، وألا يكون هدفه هو تهديد مستقبل أمة بأكملها لتحقيق مصلحة شخصية.
مرتضى منصور
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر ممتاز
شكر
اشكرك يا شهرت على المقال الرائع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود السكندري
رئيس مصراته ورئيس المزاريطه
عدد الردود 0
بواسطة:
dode
برافو عليكى
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح
تعقيب
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
دائرة الإنتقام
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
إنشاء الله هوه ده رئيس مصر القادم !!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي يوسف
الاوراق المحروقه ..
عدد الردود 0
بواسطة:
هيما عبد الله
أين هذا الرئيس .... أتمنى الا تكون مجرد أحلام .
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي يوسف
الاوراق المحروقه ..
عدد الردود 0
بواسطة:
سعود
نعم التقييم والراى