رنا يسرى تكتب: سقط.. العلم

منذ أيام ليست بالكثيرة سقط (العلم) الإسرائيلى بأياد مصرية من فوق السفارة الإسرائيلية بمصر، وذلك لعدة مرات.. فقد ابتكر المصريون وسيلة جديدة وفريدة لإظهار الاستياء والغضب من تصرفات الكيان الصهيونى الدامية.. فقد قام العديد من الشباب المصرى الثائر بترجمة مدى استيائهم من التصرفات الدامية المتبعة من الكيان الصهيونى بطريقة فريدة من نوعها وهى إسقاط العلم الإسرائيلى من على السفارة الإسرائيلية وحرقه.. وفى رأيى أن هذا التصرف قبل أن يكون مقصودًا به إرسال رسالة إلى كبار مسئولى الكيان الصهيونى مضمونها المؤكد أنه لا سكوت بعد (الحرية).. أيضاً فهو تصرف نابع من إحساس كل (مصرى) بل كل عربى بالرغبة الشديدة فى إسقاط وحرق الكيان الصهيونى ذاته، كما يسقط ويحرق علمه.. ولكنى وبكل صراحة أعتقد أن سقوط العلم الإسرائيلى من فوق السفارة الإسرائيلية ليس بالحل الأمثل فى مثل هذه الظروف الحرجة.. وذلك لأن مصر دولة ليست بالقليلة حتى يطل علينا مسئول لا يعرف للاحترام أى معنى ويطالبنا باحترام القانون الدولى، وما تم إبرامه من اتفاقيات مصرية إسرائيلية قديمة.. وليس هذا السبب الوحيد فى اعتراضى على إسقاط العلم وإحراقه وتدمير السفارة الإسرائيلية.. فبكل صراحة يجب علينا الاعتراف أمام أنفسنا كشعب مصرى أن هذا الوقت الحرج والفارق فى تاريخنا الجديد لا يتطلب منا سوى التركيز فى أمورنا الداخلية التى تحتاج منا كل الجهد والوقت للإصلاح والنهوض وإزالة كل ما خلفه النظام السابق من مساوئ أثرت وما زالت تؤثر بالسلب على أمورنا (الداخلية) و(الخارجية)، فبالفعل جميعنا يعلم جيداً أن نظامنا الفاسد القديم أثر سلبًا حتى على علاقاتنا وسياساتنا وهيبتنا الخارجية.. وهذا خير مبرر ودافع إلى أن ننتجه جميعنا بكل طاقتنا وإمكاناتنا نحو الإصلاح الداخلى لمصرنا الحبيبة، الذى من خلاله سوف نصبح قادرين على الوقوف أمام أى كيان أياً كان تسول له نفسه المساس بهيبة وكرامة وشخصية مصرنا الفريدة.. فأنا ومن مكانى هذا وبقلمى ذاك أخذت عهداً على نفسى أن أعمل جاهدة على رفعة وطنى والعبور به إلى بر آمن.. يجعلنى كلى ثقة عندما أنطقها وأغنيها.. عالية الصوت.. واثقة النبرة.. لقد تم (بنصرة خالق) و(إرادة شعب) و(قوة بلد) انهيار الكيان الدامى المستبد وبالفعل.. سقط ... العلم.