أرسلت (س.ف) إلى افتح قلبك تقول:
أنا فتاة فى أواخر العشرينات تقدم لى شاب فى نفس عمرى، حدث بيننا تآلف كبير، وأنا متأكدة الآن أنى أحبه وبشدة، وهو أيضا، المشكلة أنه مصاب بمرض السكر منذ الطفولة، وهو إنسان واع ومثقف جدا ويعرف كل شىء عن حالته وعن كيفية التعامل معها، لكنى أجد نفسى بالرغم من تعلقى به وحبى له أخشى الارتباط به خشية حدوث مضاعفات مبكرة له، قد تؤثر على حياتنا عموما وعلى علاقتنا الزوجية بشكل خاص.
كلما تقدم لى شخص آخر أجدنى أقارنه به، أجدنى دائما أراه وأتخيله بل وأتحدث إليه فى كل شخص أقابله، ماذا أفعل الآن وأنا يتقدم بى العمر، وفى نفس الوقت لا أجد الجرأة على اتخاذ القرار؟
إلى (س) : لك كل الحق فى التردد، لأن مرض السكر معروف عنه أنه يؤثر على حياة المصاب بشكل أو بآخر، لكن لا يجوز لك الجزم بأن كل مرضى السكر ستحدث لهم نفس المضاعفات، فهناك فرق كبير بين مريض حريص على طعامه، مهتم بنظام علاجه، يمارس رياضه، وبين آخر يهمل فى كل ذلك، بالتأكيد هناك فرق كبير، لا أستطيع أن أفيدك بشكل قاطع عن نسب حدوث المضاعفات التى تخشينها، ولا بحتمية حدوثها من عدمه، أنصحك باستشارة طبيب ثقة متخصص لديه خبرة بحالات كثيرة، هو وحده من يستطيع تقريب الصورة الواقعية لك.
وبالرغم من أنى لا أريد أن أزيد حيرتك وقلقك، إلا أنك يجب أن تنتبهى إلى نقطة أخرى هامة، وهى أن السكر (وخاصة الذى يصيب الإنسان منذ الطفولة) مرض وراثى من الدرجة الأولى، مما يزيد من احتمالات أن يكون أبناء هذا الشخص فى المستقبل أو أحدهم مريضا بنفس الحالة، لذا عليكى التفكير فى هذا الاحتمال أيضا وتقبله مسبقا قبل الإقبال على الزواج.
لكن بعيدا عن كل هذا دعينى أسألك، ألم يكن من المحتمل أن تتزوجى بشخص سليم ثم يصاب بالسكر بعد ذلك؟ أو يصاب بأى مرض آخر أكثر صعوبة وخطورة؟ أو يتعرض لحادث مفاجئ يسبب له عاهة ما لا قدر الله؟ أو أنك أنت نفسك قد تكونين فى نفس الوضع؟ كيف كنت ستفكرين وقتها؟ لا سبيل آخر للتفكير السليم سوى التسليم بالقضاء والقدر والرضا بهما، أعلم تماما أن هناك فرقا بين حدوث ذلك بعد زواجك بالفعل، وبين معرفتك به قبل إتمام الزواج، ولك كل الحق فى أن تختارى تكملة الأمر من عدمه، لكن كل ما أقوله لك هو أنك قد يكون جزءا من قدرك أن تحبى شخصا مريضا، وأن يحبك هو الآخر، وأن تجدى سعادتك معه هو بالتحديد دونا عن غيره، وماذا فى هذا إذن؟
السكر مرض مزمن نعم، وقد يكون له مضاعفات بكل تأكيد، لكنه ليس مرض خبيث,أو يقعد صاحبه و يصيبه بالعجز، أو تستحيل معه الحياة، إذن فالأمر يمكن التعايش معه مع بعض التعليمات والاحتياطات.
وأخيرا أسألك هل ستسعدين مع شخص سليم تماما لكن لا يحبك ولا تحبيه؟ هل تجدين علاقتك بهذا الشخص من السهل أن تتكرر مع غيره؟ هل يمكنك البدء من جديد بدونه وكأنه لم يمر فى حياتك؟ إذا كانت إجابتك بنعم فابعدى عنه فورا ولا تضيعى مزيدا من الوقت على نفسك، أما إذا كانت بلا، فاستخيرى الله واقبلى الارتباط به، بعد أن تفهمى حالته جيدا من طبيب متخصص كما اتفقنا، فربما يستطيع هذا الشخص تقديم ما لا يستطيع غيره لك من حب و تفاهم و حياه طيبه.
للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك: h.yasien@youm7.com
د.هبة يس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
KOKO
كلنا مرضى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مصطفى
سكر ايه يا د. هبه اللى هتخربي الموضوع عشانه !
عدد الردود 0
بواسطة:
بسيطة يا ست
ممكن تتجوزي واحد و يمرض
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
راحة البال و النفس اولا
عدد الردود 0
بواسطة:
وحدة
تجوزيه من غير تردد
عدد الردود 0
بواسطة:
الأحمدى
إن جاءكم
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed Mody
استخيرى الله
عدد الردود 0
بواسطة:
هدي
الرضي بقضاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
s.m
اتجوزية
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت فوة
اتجوزززززززززززززززززززززززززززززززززية