نشرت عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية اليمنية تحليلاً سياسياً للمحلل السياسى اليمنى د.عبد الله الفقيه استعرض خلاله من سماهم "الأبناء الأربعة" الذين دبروا محاولة اغتيال الرئيس على عبد الله صالح فى حادث مسجد النهدين بدار الرئاسة مطلع يونيو الماضى.
يقول الفقيه فى تحليلة: "صدرت صحيفة "الأولى اليمنية" يوم 1 يونيو بعدة عناوين فى الصفحة الأولى كانت ملفتة للانتباه وتحمل عدداً من الرسائل المشفرة التى يفهم منها أن قرار التخلص من صالح وكبار المسئولين فى الدولة كان قد اتخذ، فقد جاء العنوان الرئيسى كالتالى: "المشترك يبلغ الخليجيين انتهاء المبادرة"، وكان الخبر قد تم تحويره بطريقة مقصودة، فى حين أن الخبر الأصلى كما وزع يقول "المعارضة اليمنية تبلغ دول الخليج رسميا انتهاء المبادرة الخليجية" أو "رئيس لجنة الحوار الوطنى يبلغ الخليجيين.. إلخ"، كما جاء فى معظم وسائل الإعلام".
واعتبر الفقية، أن للعنوان بصيغته السابقة أهميته كبيرة، فالتخلص من صالح وكبار المسئولين سيعنى بحسب ما تنص عليه المبادرة الخليجية نقل السلطة لنائب الرئيس وتكليف المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما لا يريده الذين خططوا لاغتيال صالح وكبار المسئولين فى الدولة والذين ترجح التحليلات بأنهم العميد ركن أحمد على صالح نجل الرئيس اليمنى وقائد قوات الحرس الجمهورى والقوات الخاصة وأبناء عمه العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح رئيس الحرس الخاص، والعميد عمار محمد صالح وكيل جهاز الأمن القومى، والعميد يحيى محمد صالح قائد الأمن المركزى، ويعاون تلك المجموعة التى بات يطلق عليها بين مجموعة من المحللين الأمنيين "عصابة الأربعة" شخصيات أخرى يمنية واجنبية.
وأضاف "زيادة فى التأكيد على عدم الرغبة فى نائب الرئيس جاء عنوان آخر فى الصفحة الأولى أيضا يقول "مديرية نائب الرئيس تسقط بأيدى المسلحين" والرسالة الضمنية الموجهة للداخل والخارج هى "لا تراهنوا على نائب صالح فى الحلول محله بعد التخلص منه"، ولم يتوقف الأمر هنا، فقد كان هناك أيضا عنوان ثالث وإن كان بخط أصغر يقول "شهود عيان: قصف الفرقة الأولى مدرع واندلاع حرائق فيها ووزارة الدفاع تنفى" والرسالة هنا هى أن ما سيحدث يوم 3 يونيو هو من تدبير على محسن أخذا بالثأر".
وتابع: تشير الدلائل إلى أن فكرة التخلص من صالح قد ظهرت قبل قيام الثورة اليمنية بكثير، فقد تحول صالح خلال السنوات الأخيرة إلى عبء على "عصابة الأربعة"، ولا يستبعد محللون تورط بعض القوى الإقليمية والدولية فى دعم مخطط "عصابة الأربعة" للتخلص من صالح وكبار مسئولى نظامه، خصوصاً أن أحد أجهزة الاستخبارات الدولية أبلغ صالح قبل محاولة اغتياله بعدة أسابيع بأن حياته فى خطر، لكن ذلك التحذير لم يساعد صالح كثيراً بقدر ما جعله هدفاً سهلاً للمتآمرين، لأنه حصر دائرة تحركه فى نطاق ضيق وسهل على الانقلابين جمع صالح وكبار المسئولين فى مكان واحد ومحاولة التخلص منهم جميعاً فى ضربة واحدة، والواضح أن المخططين للعملية كانوا يعرفون أن عبد ربه لن يكون حاضراً بين المدعوين إلى المحرقة.
واعتبر أن العملية كانت محكمة إلى الحد الذى لم يخطر على بال الكثيرين أن يكون أقرب الناس لصالح قد خططوا ونفذوا تلك العملية الجريئة، وربما كانت أضعف الخطوات فى التغطية على ما حدث هو أن بعض المخططين والمنفذين للعملية وضعوا أسماء أبنائهم من ضمن اسماء الجرحى لإيهام الجميع بأن الكل ضحايا وأن قوة خفية هى التى نفذت العملية.
وقال الفقية: "عمل صالح على نقل الكثير من السلطات والاختصاصات العسكرية والأمنية إلى ابنه وأبناء شقيقه الراحل محمد عبد الله صالح منذ بداية العقد الأخير من القرن الماضى، واكتسب بسبب ذلك عداوة الكثيرين سواء داخل دائرة سنحان او داخل الحزب الحاكم.
ومن الواضح أنه لم يكتسب مقابل ذلك ولاء مطلقا من قبل الأبناء. بل حدث العكس. فقد ادى نمو سلطات واختصاصات الأبناء الى اصطدامهم بسيطرة الأب واسلوبه فى اتخاذ القرارات من جهة، وبمصالح وتوجهات وافكار المحيطين بالرئيس ومستشاريه واعضاء حكومته والحزب الحاكم من جهة ثانية. وسرعان ما وجد الأبناء ان روابطهم بالغرب والتيار المتأمرك الذى شكلوه والأفكار الجديدة التى جاءوا بها لا تحظى بالثقة المطلقة سواء من قبل صالح او من قبل بعض رجاله.
وأوضح: "فى حين تمكن العميد يحيى صالح رئيس اركان حرب الأمن المركزى من تنفيذ بعض افكاره التحديثية فى إدخال العنصر النسائى فى العمل الشرطوى وتأسيس محطة إذاعية خاصة تبث أغانى الرك اند رول وغير ذلك من الأفكار فإنه كثيرا ما اشتكى علنا لوسائل الإعلام من سياسات عمه فى إدارة حروب صعدة وفى مسائل اخرى. وقال لصحفى أجنبى ذات مرة بأن القاعدة أكثر قدرة على الحركة من قوات الأمن المركزى وأنه إذا احتاج إلى تحريك طائرة هليوكبتر، فإن عليه الاتصال بتحويلة القوات الجوية التى يسيطر عليها أخ غير شقيق لصالح وليس من المعجبين كما يبدو بالتيار المتأمرك، وأكد يحيى انه اذا لم ترد التحويلة فانه يظطر كما قال الى الانتظار اياما قبل ان يتمكن من تحريك قواته، وقد وجه صالح بعد تلك الشكوى بمنع أى صحفى من مقابلة يحيى الا بعد الحصول على اذن من وزارة الإعلام.
وتابع: "لم يكن حظ يحيى فى مجلس النواب أفضل من حظ العميد أحمد، فقد رفض مجلس النواب مشروع قانون خاص بالعلم الوطنى ظل يحيى يعمل عليه لأكثر من عامين من خلال منتدى الرقى والتقدم حتى تمكن بعد ذلك من ايصاله الى مجلس الوزراء الذى أحاله بدوره إلى مجلس النواب ليكون مصيره سلة المهملات".
وأضاف الفقيه "أوكل صالح فى خطوة لا تخلو من دلالة مهمة الإشراف على التحقيق فى الهجوم على النهدين الى نائبه عبد ربه منصور هادي. ومن الواضح ان صالح كان يدرك الخطر الذى يمثله الأبناء لكن اقصى ما كان يقوم به هو تسليم مطار صنعاء للأمن السياسى وسحب الأمن القومى أو العكس.
ومن الواضح أن ذلك لم يساعد كثيراً، ففى أحد أيام يناير 2011 وصلت طائرة الى مطار صنعاء الدولى وعلى ظهرها حمولة أسلحة يعتقد بعض المحلليلن انه كان من بينها السلاح الذى وظف فى عملية التخلص من صالح ومعاونيه".
محلل سياسى يمنى: "عصابة الأربعة" بقيادة ابن صالح وراء حادث اغتياله
الأربعاء، 14 سبتمبر 2011 09:18 م
على عبد الله صالح
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام .....الفقير الى الله
سرقوا البلد ..واختلفوا على القسمة