خالد عبيد حسين يكتب: الحلقات المفرغة

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011 01:41 م
خالد عبيد حسين يكتب: الحلقات المفرغة مجلس الشعب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينبغى أن يكون سؤال كل المصريين الآن هو كيف تنهض مصر من غفوتها السياسية والاقتصادية، وفى كافة المجالات؟ أقول هذا وأنا مضطر لتكرار نفسى لأنى أعتقد أن الكثيرين إنما يدورون فى حلقات مفرغة دون النظر بتروٍ لأحوال البلاد، وكأنهم لا يعلمون أن حكومتنا وحكامنا الآن يفتقدون لشرطين أساسيين لعمل إصلاحات جذرية، أو لوضع خطط طويلة المدى.

الأول أنهم وبحكم الفترة الانتقالية مؤقتون، وبالتالى فجُل أعمالهم إنما هى مسكنات، أو قل هى ترقيع فى ثياب بالية.. أما الثانى وهو الأهم أنهم يفتقدون الشرعية المطلقة اللازمة لاتخاذ قرارات واثقة لازمة لإطلاق عجلة التقدم من عثرتها.. وأقول يفتقدون الشرعية المطلقة لأنهم غير منتخبين فى وقت يتحدث فيه الجميع باسم الشعب، وبالضرورة أيدى هذه الحكومة مرتعشة.

أفهم أن يهتم الجميع الآن بالقانون الانتخابى أو بالمبادئ فوق الدستورية، أو طريقة إقرارها، ولا أستوعب إطلاقا أن تكون هناك مطالب أساسية من مَن لا يملك.

نقول كمان.. الانتخابات القادمة ستحدد - شئنا أم أبينا- من يتحدث باسم الشعب، وما هى المطالب ذات الأولوية، وما هو المهم، فالأهم.

وفى ظل النظام الديمقراطى – إن رغبنا فيه واحترمنا قواعده – يُحترم رأى الأقلية، ويكون له دوره المهم أيضا فى توجيه دفة البلاد.

أما بعد الانتخابات نتمنى أن نرى الخاسر يهنئ الفائز، والحقيقة أن الكل فى دولة تداول السلطة فائزون.. هذا هو الفارق بين النظام والغوغائية وبين المنطق واللامنطق.

غير ذلك يعنى فوضى لا نهائية يستمر فيها الجميع فى التحدث باسم الشعب فى وقت واحد ولا مستمعين.. أظن أن أهداف أية ثورة فى التاريخ هو إقامة العدل ورفع الظلم الواقع من أنظمة ديكتاتورية لا تسمع رأياً للمحكومين، ولا تعير السواد الأعظم التفاتاً، فإذا استطاعت الثورة إقامة نظام ديمقراطى شفاف نجحت، بعد ذلك من الأمور والمطالب سيحدده ويحاول تنفيذه حكام الشعب المختارين، فإذا فشلوا أن يختار الشعب بديلا فى ظل تداول سلطة مأمول، وبطريقة منظمة ككل دول العالم الناجحة.

وطالما نحن على هذا الطريق، لماذا يصر البعض على الدخول فى معارك فرعية ووهمية، أهم نتائجها هو إبعاد نفسه أكثر وأكثر عن قلوب الشعب الذى يعرف أن المسألة ليست نظريات فى كتب ومجلدات، بل هى تصرفات وأفعال تُظهر من يصلح لقيادة البلاد.. أرجوكم فكوا أسر بلادنا من الدوران فى تلك الحلقات المفرغة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة