إن ما قام به الشباب المصرى من تحطيم للجدار العازل أمام السفارة الإسرائيلية هو رسالة واضحة للكيان الصهيونى، رسالة عجزت الحكومات عن إيصالها باتخاذ إجراء دبلوماسى حاسم اعتراضا ورفضا لسفك دماء أبناء مصر على الحدود المصرية الإسرائيلية، فى ظل اختراق للاتفاقيات الدولية واستهانة بحرمة الأراضى المصرية، فللمرة الخامسة على التوالى تقتل إسرائيل ضباطا وجنودا مصريين، وطالما لم تتخذ مصر إجراءات حاسمة لمنع تلك الاعتداءات فتمادت إسرائيل وأحست بأن دماء المصريين لا قيمة لها، وبدلا من أن تقوم الحكومة المصرية بأى إجراء دبلوماسى قامت بحماية السفارة الإسرائيلية ببناء جدار عازل، وهذا يذكرنا بالجدار الفولاذى الذى قام بإنشائه الرئيس المخلوع لحماية إسرائيل بحجة منع تسلل الفلسطينيين للأراضى المصريه، هذا الجدار الذى كلف مصر مليارات، والتى كان أولى بها توفير فرص عمل لشباب مصر العاطل، بدلا من إنشاء جدار لحماية من يسفكون دماء أبناء مصر.
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا ماذا كان يحدث لو أن القتلى من الجانب الإسرائيلى، هل كانت إسرائيل ستلتزم الصمت، ولماذا نحن نفرط فى دماء أبنائنا الذين استشهدوا على يد قوة غاشمة اخترقت حدودنا، ولم يبادروا بالعنف، هؤلاء الذين ضحوا بدمائهم فى سبيل أداء واجبهم تجاه وطن فرط فى حقهم بالصمت والتقاعس.
لماذا ننفق أموالنا التى نحن فى أمس الحاجة إليها من أجل بناء أسوار لحماية الكيان الصهيونى، وكان من الممكن أن نتجنب كل هذا لو أننا عبرنا عن رفضنا بالوسائل الدبلوماسية المتاحة، حتى لا تتكرر تلك الاعتداءات.
لقد قامت تركيا بطرد السفير الإسرائيلى لديها، وتعليق اتفاقيتها مع الكيان الصهيونى، اعتراضا على قتل شهداء أسطول الحرية المتجهة إلى غزة لكسر الحصار، هذا الإجراء أعطى لتركيا وزناً دولياً، وأحست إسرائيل بقوتها، وأنها تتعامل معها بندية.
حان الوقت لتسترد مصر قيمتها، ودورها، وهو بحق دور محورى وهام فى المنطقة العربية، ولن يتأتى هذا الدور إلا بالحفاظ على كرامة أبنائها على المستوى الدولى، وليعلم الجميع أن دماء المصريين لن تهدر بعد اليوم، وأتمنى أن تكون إسرائيل قد استوعبت الدرس، ووعيت الرسالة التى أوصلها إليها شباب مصر، ومضمونها أن دماء المصريين غالية، وإذا صمتت الحكومات على تجاوزاتها فلن تصمت الشعوب، فالشعوب العربية أصبحت حرة، ولم يعد لإسرائيل نصير بعد زوال الحكام الموالين لها والخادمين لمصالحها على حساب شعوبهم.
أسامة عبد الرازق يكتب: رسالة من شباب مصر لإسرائيل
الأربعاء، 14 سبتمبر 2011 09:12 ص
تحطيم الجدار أمام السفارة الإسرائيلية