مازح رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، وقال له فى حفل العشاء الذى أقامه أمس الأول سفير تركيا بالقاهرة، إنه يجب عليهم أن يدفعوا حق الملكية الفكرية لتشاركهم نفس الاسم مع حزب التنمية والعدالة الذى يترأسه أردوغان فى تركيا، وأن يوجهوا ذلك المبلغ لأهل الصومال.
من جهة أخرى، قال أردوغان إن توزيع ثروات الدولة بالتساوى بين كل أفراد الشعب سواء مسلمين، أو مسيحيين، أو يهود، أو حتى ملحدين هو أساس النجاح فى طريق الديمقراطية، مشددا على أهمية العدالة فى التعامل بين المواطنين، وقال إن تركيا تمثل نموذجا فى قيادة الدولة من خلال الشرعية الشعبية وتأمين مطالب المواطنين.
حضر حفل العشاء عدد كبير من السياسيين البارزين والإعلاميين والمفكرين المصريين، من بينهم الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، الدكتور عمرو حمزاوى والدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق، والدكتور عبد العزيز حجازى، وجورج إسحاق وحمدى قنديل ونجيب ساويرس، والدكتور جلال أمين، والدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، والناشر إبراهيم المعلم ومكرم محمد أحمد والكاتب بلال فضل والدكتور سعد الدين إبراهيم، والدكتور ممدوح حمزة والدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة، وجلس نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية مجاورا لأردوغان وأحمد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا خلال العشاء.
وقال أردوغان إنه خلال مروره بميدان التحرير عدة مرات أثناء تنقلاته أول أمس، خطر بذهنه سؤال "كيف سيتذكر التاريخ ميدان التحرير؟" موجها تحيته وتهنئته للمصريين على أحداث التغيير السلمى، مشيرا إلى أن ميدان التحرير يمثل ميلادا جديدا لمصر فى ساحة الديمقراطية، وأن الثورة المصرية تجاوزت فى تأثيرها المنطقة المحيطة لتصل إلى أمريكا وأوروبا، معتبرا أن ما حدث فى 25 يناير يعد الشرارة الأولى بالمنطقة.
وتحدث أردوغان عن تجربة حزب العدالة والتنمية الذى يرأسه، وقال إن الحزب فى بداية تأسيسه لم يكن يحظى بدعم وسائل الإعلام، لذلك كان عليه أن يكون منظما وقويا، وأن يتواجد بكل مكان، فى كل شارع بل وحتى فى كل حارة، موضحا أنه فى بعض الحالات تواجد أعضاء الحزب من أجل كل صندوق انتخابى، وقاموا بتأسيس لجنة نسائية، وصل عدد أعضائها مؤخرا إلى 2 مليون و53 ألف عضوة، وقال ضاحكا "هذا ما تفعله النساء عندنا".
وأكد أردوغان أنه لا يوجد أدنى شك من أن المصريين سيستفيدون من الثورة التى تعد مفتاحا للفكر التنموى بالمنطقة، وقال إن التغيير يبدأ بطريق طويل ملىء بالمصاعب، ولكن شعب مصر لابد وأن يستمر فى السير بهذا الطريق من أجل تحقيق أهداف الثورة، مشددا على أن ذلك هو الأساس لنجاح مسيرة الديمقراطية.
وأضاف أنه يجب النظر لتلك الأهداف على أنها مشروع يبنى حسب توقعات المصريين، ويجب خلاله الحفاظ على الحوار بين أطراف الشعب.
وفيما يتعلق بالانتخابات المصرية القادمة قال أردوغان "اسمع بعض الإشاعات التى أتمنى أن تكون خاطئة حول الانتخابات القادمة فى نوفمبر، وأتوقع ألا تستمر العملية الانتخابية أكثر من يوم واحد"، مضيفا أن هذا ما يحدث فى تركيا.
كما تحدث داوود أوغلو وزير الخارجية التركى فى بداية حفل العشاء وقبل وصول أردوغان، قائلا إن ما أراده الشاب التونسى بوعزيزى لم يكن المال أو تحسن الحالة المعيشية، ولكنه أراد الكرامة، وهذا ما أراده الشباب العرب أيضا، لأن الحكام أهانوهم، مؤكدا أن بلاده ستساند "التحول السلمى، وليس التغيير الشرس".
وأضاف أوغلو أن مصر إذا قامت بخلق نموذجا ناجحا فهذا يعنى النجاح للمنطقة بأكملها، لأن مصر تقود المنطقة.
وقام أردوغان بالرد على بعض الأسئلة من الحضور، حول النموذج التركى، وقال إنه يرفض إطلاق اسم "إسلامى" على حزب العدالة والتنمية التركى، مشيرا إلى أن مثل تلك المسميات توجد فى الدول الأوروبية، والأحزاب المتواجدة بها مثل الحزب المسيحى الديمقراطى، مؤكدا رفضه لتلك التسميات، مضيفا أنه لا يوجد ما يسمى بـ"حزب إسلامى ديمقراطى، فهذا تعريف خاطئ".
أردوغان مازحا: على الإخوان دفع حق الملكية الفكرية لاسم حزب التنمية والعدالة التركى
الأربعاء، 14 سبتمبر 2011 09:32 ص