لا يشك أحد فى أن ما وقع أمام سفارة إسرائيل بالقاهرة يومى الجمعة والسبت الماضيين من أحداث يندى لها الجبين والقلوب من استخدام شباب مصريين وفلسطينيين يعيشون فى مصر لشواكيش وعددا ثقيلة لهدم السور الأسمنتى الذى تم بناؤه أمام مداخل السفارة لتأمينها وحمايتها.. فقد قام بعض الجهلة الذين لا ينتمون للثوار بإشعال الشماريخ وزجاجات المولوتوف وحرق إطارات السيارات أمام مدخل السفارة وإثارة الرعب والقلاقل فى المنطقة دون فائدة حقيقية لذلك.. علاوة على التعدى على رجال الشرطة والأمن المركزى والجيش الرابضون أمام السفارة، وإشعال الحرائق داخل مديرية الامن بالجيزة والاستيلاء على احدى سيارات الإسعاف والهجوم بها على السفارة واستخدام السيوف والمولوتوف ونزع شعار وزارة الداخلية واستبداله بجملة الملابس الداخلية!! وغيرها من الممارسات التى أساءت للثورة والثوار وشكل مصر الحضارى بأنها بداية سيناريو الفوضى وسقوط الدولة التى يبلغ عمرها أكثر من 7 آلاف سنة! فقد دفع أكثر من ألف شهيد ومثلهم من المصابين ثمنا لهذه الثورة التى تسعى الدول الخارجية إلى إجهاضها وبث حالة من عدم الاستقرار فيها وتركيعها بعد إفقارها وتراجعها الاقتصادى والأمنى، فقد بلغت خسائر البلطجة منذ بداية الثورة حتى الان ما يقرب مليار دولار، وزادت الديون الخارجية والداخلية وتوقف الإنتاج وبالتالى التصدير إلى الخارج وقلة الاستثمارات بدرجة كبيرة حتى انعدمت تقريبا، ناهيك عن قلة السياح الأجانب فى مصر بسبب حالات الانفلات الأخلاقى والأمنى الذى نشهده فى الأسابيع الأخيرة والتى تؤدى إلى إحلال الجيش مكان الشرطة فى تأمين الوضع الداخلى للبلاد وترك الحدود المصرية خالية أو شبه خالية، الأمر الذى قد يعطى الفرصة لإسرائيل أن تعود مجددا لأفعالها المنكرة فى سيناء.. وقد يكون لفلول الحزب المنحل يد فى ذلك بسبب الثورة المجيدة التى حطمت أحلامهم وآمالهم ومستقبلهم المزيف والذى جعلهم لا يتورعون عن فعل أى شىء من منطلق علىّ وعلى أعدائى! وأنا ومن بعدى الطوفان!
وأعتقد أن من يفعل هذه الممارسات المشينة ليس هم من شباب الثورة الذين كانوا يحملون أرواحهم على كفوفهم ولا يخشون فى الحق لومة لائم، فكيف يمكنهم بعد ذلك أن يدمروا المبانى ويشعلوا الحرائق فيها ويعتدون على هيبة الدولة ووزارة داخليتها أو يعتدون على السفير الاسرائيلى وأفراد هيئته المعاونة وهم أفراد عزل من أى شىء! وإنما هم من البلطجية الذين كانوا يستخدمون من قبل فلول الحزب الوطنى فى تقفيل اللجان الانتخابية وتزوير إرادة الناس وإجبارهم على التصويت لمرشح بعينه ومنع التصويت فى لجان معينة لإنجاح مرشحى الوطنى المنحل، واستخدامهم فى إشعال الحرائق وتدمير المنشآت وبث حالة من الانفلات الأخلاقى والأمنى لإظهار صورة سيئة عن مصر وشعبها أمام العالم الخارجى، لصالح الغرب الذى يريد إسقاط الدولة والنيل من أصحاب أعظم ثورة بيضاء فى التاريخ كله والتى أذهلت العالم كله بروعتها وجمالها ورقيها وسمو أخلاق ثوارها..
فنحن لا نريد أن تتحول الثورة إلى فوضى ولا نريد أن تتدخل الدول الأجنبية فى شئوننا الداخلية ولا نريد توترات على الحدود الخارجية، خاصة مع إسرائيل فى الشمال الشرقى للبلاد ومع جنوب السودان فى الجنوب ومع تحديات الداخل من الانفلات الأمنى والأخلاقى المفتعل ولا يمت لأخلاق المصريين الحقيقية بصلة..
ولا نريد أن تجهض الثورة وتتحول إلى فوضى وانفلات أخلاقى ليس له حدود، ولا بد للجيش والشرطة والشعب فى هذه المرحلة أن يكونوا فعلا إيد واحدة وقلب واحد، وليس فرقا متناحرة ومتعارضة ومتنافسة، بشكل يجعل الشرطة هى العدو الأول وليس إسرائيل.. فلا بد من الوحدة والقوة فى مواجهة المصير المحتوم حتى تتولى مسئولية البلاد سلطة مدنية متفق عليها، ولابد من احترام الشرطة وتقدير الجيش والتفكير بعقلانية شديدة وليس بالعاطفة الخادعة التى قد تؤدى بنا إلى سوء المصير والعاقبة!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جننتوني
ان هاتجنن