حول الفنان التشكيلى أشرف إبراهيم خرائط المدن النمساوية إلى عمل فنى، ليقدمها خلال معرضه الذى افتتح أمس بقصر الفنون بساحة دار الأوبرا، ليبدل استخدام الخرائط من وسائل إرشادية للتوجه للاماكن إلى نظرة داخلية لمشاعر فنان مصرى عاش فى أوروبا.
وافتتح المعرض "خرائط الذاكرة 1000 خريطة ولا تزال متاهة؟" رينيه باول آمرى مدير المركز الثقافى النمساوى بالقاهرة والدكتور شاكر عبد الحميد القائم بأعمال رئيس قطاع الفنون التشكيلية والدكتور مصطفى الفقى البرلمانى السابق.
وقال أشرف إبراهيم خلال الافتتاح "الحياة أراها خريطة ضخمة لكنها نص بصرى هائل، يجمع مجموعة لا نهائية من النصوص البصرية والخرائط، ويمكننا أن نضيف ونحذف فى تلك النصوص، وفق ما نريد، فعندما أرى خريطة فيينا أرى فيها ذكرياتى ومشاعرى التى عشتها عندما كنت هناك، وقد تحولت إلى نصوص بصرية، فكل منطقة من مناطق فيينا فى رأسى تحمل طيفاً من الألوان والأشكال تظهر تلقائيا فى رسوماتى التى رسمتها على الخريطة الجغرافية لمدينة فيينا".
وأضاف "كان على أن استخدم خريطة المدينة أثناء الفترة التى قضيتها فى فيينا كمنحة لفنان مقيم، ولاحظت أن الخريطة شىء لا غنى عنه للناس فى أوروبا، فبعدما اشتريت خريطة تذكرت كل الخرائط التى درستها فى دروس الجغرافيا والتاريخ، والتى رسمها الأجانب لعالمنا العربى، أعتقد أن المصريين والعرب أناس لا يثقون فى الخرائط، ربما لأن من رسموا خرائطنا وحدود بلادنا، كانوا من الغرباء، وأيضا قراءة الخريطة من خلال قائمة الشوارع والمناطق غير معروفة لمعظم المصريين، فنحن نستدل عن الطريق من خلال سؤال الناس وليس قراءة الخريطة.
فى معرض خرائط الذاكرة، كل شىء قابل للرسم عليه، خريطة المدينة، عروض الأسعار، تذاكر السفر، أوراق الاستخلاص الجمركى، وحتى جواز سفر الفنان نفسه، ليضع طريقة جديدة للفن فى مصر وضعت الفنانين المتابعين فى حيرة فى قراءة أعمال لا تنتمى إلى أسلوب الكولاج، ولا تستخدم الأسطح التقليدية للرسم، خاصة مع استخدام الفنان مفردات متنوعة بين العضوى والهندسى والموتيفات الشعبية.
وقال مدير المركز الثقافى النمساوى "المعرض يقدم خطوة فى الحوار الثقافى بين مصر والنمسا، ويؤكد على أهمية التواصل الثقافى كأداة واعدة لتقوية الحوار عبر التنوع الثقافي، ويعتبر المعرض الذى هو نتاج إقامة أشرف إبراهيم فى النمسا كفنان مقيم نموذجاً لفكرة التبادل الثقافى، ويجدر ذكر أن استخدام خرائط المدن فى مصر يعد من الأمور النادرة، على الرغم من أنه أمر ضرورى فى أوروبا، وسعى الفنان لاستغلال هذه المساحات الأجنبية عن طريق الألوان والأشمال التى تعكس الخبرات الشخصية والألفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة