روائح كريهة تجبرك على غلق زجاج السيارة، أو الهروب إلى أحد الشوارع الجانبية، يلفت انتباهك عدد من المستنقعات أو الحفر المتتابعة، والتى تظن أنها إصلاحات فى خطوط الصرف الصحى، ولكن ما أن تقترب منها، سترى ما يجعلك تبكى على الأطلال.. قطعاً من الآثار الحجرية كبيرة الحجم ملقاة على جانبى الطريق وسط القمامة، وزجاجات لأدوية، وبرك مياه روائحها كريهة، تنمو على أثرها الحشائش، وآثار متروكة فى العراء، ولا يوجد من يحميها من السرقة أو تحويلها لأزقة ليلية لشرب المسكرات أو المخدرات.. لا تظن أننى أصف لك إحدى الخرابات فى منتصف الطريق، إنه "طريق الكباش" بمحافظة الأقصر.
هذه ببساطة شديدة هى الصورة التى ستراها بعينيك لمشروع ترميم وتطوير "طريق الكباش"، والذى تكلف حتى الآن 120 مليون جنيه، وتبلغ مساحته حوالى 2000 متر من إجمالى 2700 متر، ومن المفترض أن يتم افتتاحه فى حفل عالمى فى أكتوبر المقبل من نفس العام، وسيشهد إنارة للطريق بأسلوب متطور يظهر القيم التاريخية والأثرية والفنية والجمالية لهذا الطريق التاريخى والأثرى، والذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر.
فى بعض الأماكن المكتشفة على الطريق العام، سوف يبهرك تراص التماثيل على جانبى الطريق، فتسعى لأخذ صورة بجوار أحدها، ولكن المفاجأة هى أول ما ستراه حينما تحاول النزول من الطريق الأسفلتى إلى طريق الكباش، فتجد قطعاً كبيرة من الأحجار الأثرية واضحة المعالم، وضعت كسلم للصعود والهبوط يساعد المترددين على المكان، وما أن تتجول بحرية تامة دون بين الآثار لتبحث عن التماثل المكتمل، دون أن يسألك "رايح فين؟ وبتعمل إيه؟"، ستجد العشرات من زجاجات الأدوية المتناثرة، والزجاجات ذات اللون الأخضر المتكسرة، والكانزات المحترقة، وعلب الكشرى والعصائر، خلف هذه التماثيل الشاهدة على حضارة أجدادنا.
ولو تابعت السير على قدميك، وتتبعت امتداد طريق الكباش بين البيوت، فحدث ولا حرج، فرائحة روث الخيول ستكون أكثر حدة وفظاعة، إضافة إلى حالة الإهمال الشديد التى يرثى لها، حينما ترى التماثيل متروكة لكل من هب ودب وسط برك المياه الملوثة، والقمامة، ومعرضة للسرقة وبعضها ملقاة بين الأكوام الحجرية التى ربما لو اعتنى بها المسئولون والمتخصصون لعرفوا من هيئتها أنه من الممكن ترميمها، وسترى فى نفس المكان أثرًا لسيارات تدخل وتخرج وأماكن للتماثيل خالية، أين ذهبت؟ فهذا ما لا نعلمه.
الشاعر الأقصرى حسين القباحى رئيس اتحاد مثقفى الأقصر يؤكد لـ "اليوم السابع" أن مشروع تطوير طريق الكباش كان يسير على قدم وساق، ولما قامت الثورة توقف العمل وبدأت هذه التعديات المخجلة، وسبق أن ناشدنا المحافظ أكثر من مرة لكى يحمى آثار مصر من التدمير والتخريب واستغلالها فى الأغراض المشبوهة، لكنه لم يستجب، ولم نتحصل منه إلا على بضعة وعود لا تغنى ولا تسمن من جوع.
وأضاف القباحى أن السياحة من أهم مصادر الدخل فى الأقصر، وهذا ما يجعل المصيبة مصيبتين، وإذا استمر الحال على ما هو عليه سيفقد العديد من أبناء الأقصر مصدر دخلهم، وسيتم تدمير تراث البلد، وناشد القباحى المجلس العسكرى وحكومة شرف أن يسارعوا بإنقاذ طريق الكباش من الدمار المحدق به، مؤكدا أن العديد من المواقع الأثرية تنتظر نفس المصير إذا استمر هذا التقاعس.
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو الجوكر
مفيش احترام
عدد الردود 0
بواسطة:
Mandour
شهادة حق
عدد الردود 0
بواسطة:
أسبو نصر
رقم 2 اه صح بأمارة 120 مليون جنيه
عدد الردود 0
بواسطة:
dalia.reda
طيب فين اهالي الاقصر؟
عدد الردود 0
بواسطة:
eng omar
وامصيبتاه
عدد الردود 0
بواسطة:
Muhammed
.....................................
عدد الردود 0
بواسطة:
سلوى
الثورة المضادة بقيادة زاهي حواس
عدد الردود 0
بواسطة:
usama
تماثيل طريق الكباش صنع في الصين
عدد الردود 0
بواسطة:
امير جمال
هذة
عدد الردود 0
بواسطة:
الواد الشقى
فلوس حرام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟