قالت صحيفة الجارديان على الرغم من أن المدارس المصرية تم برمجتها لضمان الولاء للنظام، إلا أنها كانت أرضا خصبة للتمرد وتعزيز المعارضة بشكل غير مقصود.
فعلى الرغم من أن أنظمة التعليم فى جميع أنحاء العالم تسعى لإنتاج "مواطنين صالحين"، إلا أن المدارس فى البلدان العربية لديها وظيفة إضافية لتعليم الطلاب الطاعة والخوف من النظام.
وكان تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2003 قال إن المناهج التى تدرس فى الدول العربية يبدو أنها تعلم الخضوع والطاعة والامتثال بدلا من التفكير الحر.
وأشار الكاتب المصرى البريطانى خالد دياب فى مقاله بالصحيفة إلى بحث حديث بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن يشير إلى أنه على الأقل فى مصر يتم التمرد على هذه الممارسة بشكل كبير من قبل التلاميذ وإلى حد أقل من قبل المعلمين.
وأعتبر البحث تحية العلم والنشيد الوطنى خلال تابور المدرسة، تلك الطقوس الجوفاء المقدسة لدى وزارة التربية والتعليم المصرية، نوع من السيطرة باسم الوطنية التى كان يمارسها النظام.
وأشار البحث إلى أن الطلبة يتمردون على هذه الممارسات من خلال الهروب من التابور خاصة طلاب المرحلة الثانوية، الذين أحيانا ما يستبدلون النشيد بأغان سخرية، غير أن كثيرا ما كان المدرسين أنفسهم يلغون التحية.
وأضاف أن هذا التمرد لا يستحق الاستغراب فالتعليم داخل المدارس المصرية بعيد كل البعد عن ثورة 1952 الذى يضمن التعليم المجانى والعادل لجميع المصريين. فمصر اليوم لا تشهد تعليم جيد سوى فى مستوى معين من المجال الخاص ذو التكاليف الهائلة.
وتابع البحث البريطانى مشيرا إلى أن انشغال حكومات النظام السابق فى الخصخصة وفقر أجور المعلمين جعلهم غير راغبين فى تعليم الأطفال أو إجبار التلاميذ على تعاطى الدروس الخصوصية حتى يمرروا لهم الامتحانات. وقد حول هذا الفشل فى نهاية المطاف المدارس الحكومية إلى مرتعا للسخط والاستياء.
ويرى البحث أنه على الرغم من محاولات الدولة والمدرسين لقمع التلاميذ، إلا أن الشباب المصرى الذين أجرت معهم الباحثة هنية صبحى صاحبة الدراسة مقابلات أظهروا وعيا سياسيا وأعربوا عن تحد قوى.
واعتبرت صبحى أن المدارس ممثل للمزاج العام فى مصر، إذ إنها تسلط الضوء على موضوعات ومحتوى المظالم التى أذكت الحركة الشعبية التى أطاحت بالرئيس مبارك.
وختم دياب مقاله مشيرا إلى أن تجربة الشباب المصرى بالمدارس الحكومية تظهر أن الأجيال القادمة على وعى سياسى، وأنها لن تقبل بعد الفتات الذى يسقط من مائدة الحاكم. فتزويدهم بالتعليم الجيد والعمل اللائق ليس فقط جيدا لهم أو لمصر وإنما لبقاء أى حكومة مستقبلية.
بحث بريطانى: المدارس الحكومية فى مصر بذرة ثورة يناير
الإثنين، 12 سبتمبر 2011 02:37 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة