أكرم القصاص - علا الشافعي

حنان شومان

أين اختفى أموات مصر؟

الإثنين، 12 سبتمبر 2011 05:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قلّت أعداد الأموات فى مصر بعد الثورة، هذا ليس بيانا صادرا من أحد المراكز البحثية أو من وزارة الصحة ولكنه أتى لى عبر ملاحظة قد لا تكون استرعت انتباه أحد أو ربما انتبه إليها البعض ولكن لم يتوقف أمام تلك الظاهرة ليسأل فيها، وها أنا أطرحها علَّنى أجد إجابة أو ردا.
قبل زمن طويل كان الإعلان عن موت أحد يتم عن طريق مناد يقرع طبلة فى طرقات المدينة إن كانت صغيرة أو الحى الذى يقطن فيه المتوفى إن كانت كبيرة، ولكن منذ عرفت مصر الصحف صار تقليدا عند بعض العائلات الكبيرة نشر خبر وفاة أحد أفرادها فى الصحف.
وحديثاً صار نشر نعى للمتوفين فى الصحف أمراً يكاد يكون ملزماً لأهله على اختلاف المستويات الاجتماعية أو الاقتصادية، وحظيت صحيفة الأهرام دون سواها من صحف مصر بالمكانة الأولى فى هذا المجال حتى حين تدنى مستواها المهنى ظلت صفحات الوفيات فيها هى الأكثر جاذبية للقارئ، للدرجة التى جعلت البعض يطلق تهكماً أو جاداً أن من مات دون أن يكون له نعى فى صحيفة الأهرام لم يمت! ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل لقد صارت صفحات الوفيات مجالاً للتفاخر بين الأحياء، فكلما علا شأن أهل المتوفى أو أقاربه كبر النعى ومساحته وعدد المواسين لهم فى مصائبهم مما كان يتكلف مئات الآلاف من الجنيهات، فكما تقول النكتة أن كلب العمدة حين مات اصطف الآلاف للعزاء بينما حين مات العمدة نفسه لم يذهب أحد وكم فى مصر من عُمد! وهل يستطيع أحد أن ينكر كم تكلف دافعى الضرائب فى هذه الصفحات من أموال وضعها الوزراء والمسؤولين المتعاقبين لمواساة فلان ابن فلان.
ولم تكن صفحات الوفيات، خاصة فى الأهرام، مجالاً فقط للمباهاة أو الإنفاق الحكومى أو النفاق ولكنها فى زمن الحرب مع إسرائيل كانت وسيلة مخابراتية لمعرفة معلومات عن الجيش المصرى وأفراده عبر إعلانات وفياتهم وهى أخيراً وأولاً وسيلة للمعرفة فى زمن الماسيجات للمواساة.
وبغض النظر عن وظائف صفحات الوفيات فى الصحف خاصة جريدة الأهرام فالملاحظ أنها تقلصت وقلت إلى الدرجة التى صدرت فيها صحيفة الأهرام فى بعض الأيام بنصف صفحة وفيات فقط بعد الثورة، فما الذى حدث هل قلت أعداد الوفيات فى مصر فى غضون هذه الشهور لأن الناس فى مصر صارت أكثر سعادة وأطول عمراً وأقل تعرضا للمرض وبالتالى للموت بسبب نهاية حكم مبارك؟
أم أن عصر النفاق الاجتماعى قد زال ولم يعد أحد مهتما بمجاملة مسؤول أو شخص ذى هيبة؟ أم أن الظروف الاقتصادية بعد الثورة دفعت الغنى للخوف من التباهى لكى لا يبدو من فلول الزمن الماضى، وجعلت متوسط الحال يجنح لضم اليد على ماله لأنه ربما لا يعرف كيف سيأتى به غداً، وبالتالى يسير الكل على مبدأ أن الحى وماله أبقى من الميت وإعلانه؟
أنا لا أملك الإجابة والتى قد تختلف عما طرحته من تساؤلات أو قد تكون إحداها، ولكن المؤكد أن هناك اختلافا فى مصر حدث بعد 25 يناير عام2011 فحين تختفى صفحات الوفيات أو تكاد فى صحف مصر خاصة الأهرام لابد أن يهتم أصحاب المراكز البحثية بمثل هذه الظاهرة وإلا هل سنقول جميعاً: إن كل نعى لمتوفى قبل الثورة كان لكلب العمدة والآن ذهب العمدة فلم يعد الناس بحاجة لنعى العمدة أو كلبه؟.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب

و الله انتى اسلوبك عسل

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

الميت الان اصبح مكلف جدا - يا بخت اللى مات وخفف ورمى نفسه لاسماك القرش مثل بن لادن

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة