كشف مصدر دبلوماسى تركى رفيع المستوى النقاب عن أن أربع جلسات سرية قد عقدت على مدى الأشهر الماضية - لم يحدد تواريخها - بين مسئولين أتراك وإسرائيليين بوساطة أمريكية وغربية آخرها تم عقده فى بروكسل فى إطار مساعى كانت ترمى للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة الثنائية الناجمة عن حادث السفينة مرمرة.
وقال المصدر إنه كان يتم تسريب تفاصيل هذه الاجتماعات للاعلام الإسرائيلى وأحيانا كان يتم ذلك بعد أقل من ساعة من انعقاد الاجتماع ما أثار غضب الجانب التركى.
وقال المصدر لوكالة أنباء الشرق الأوسط انه كان قد تم خلال هذه الاجتماعات الوصول لاتفاق مبدئى بين الجانبين يتضمن اعتذارا إسرائيليا عن حادث السفينة مرمرة، مشيرا إلى أن الوفد الإسرائيلى كان يتعلل بعد ذلك فى كل مرة بأن عليه الرجوع إلى حكومته بعد الوصول إلى اتفاق مبدئى ثم يتم بعد ذلك تسريب ما دار خلال الاجتماع للاعلام الإسرائيلى.
وأشار إلى أن بعض الوسطاء بين تركيا وإسرائيل طلبوا تأجيل نشر تقرير بالمر لفترة قصيرة ولكن التسريبات الإسرائيلية المتعمدة للاعلام أوجدت شعورا بعدم الثقة التركية لجدية إسرائيل فى التوصل إلى اتفاق.
وقال إن تركيا لم تكن تريد الوصول بالعلاقات مع إسرائيل إلى النقطة التى وصلت إليها خاصة وأنه كانت هناك اتفاقيات تم توقيعها بين البلدين واستفاد منها الجانبان ولكن الحكومة الإسرائيلية هى التى أوصلت العلاقات الى هذه المرحلة، موضحا أن تنفيذ إسرائيل للمطالب التركية سيصب لصالح إسرائيل والشعب الإسرائيلى .
وأكد المصدر أن الحصار على غزة غير قانونى وقد أساءت العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة للعلاقات بين تركيا وإسرائيل .. كما أدى العدوان الإسرائيلى على مرمرة إلى قرار الحكومة التركية بتخفيض العلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوى .. وأكد أن هذا العدوان ليس له علاقة بالشرعية الدولية .. لأنه عدوان استهدف مواطنين عزل فى المياه الدولية بالبحر المتوسط.
وأشار إلى أن مطالب تركيا الثلاث فيما يخص العلاقة مع إسرائيل مشروعة وهى الاعتذار ودفع تعويضات لأسر الضحايا وإنهاء الحصار على غزة .وحول ما إذا كانت العلاقات التركية مع إسرائيل يمكن أن تعود لطبيعتها فى حالة تنفيذ اسرائيل لشرطين فقط من الشروط الثلاثة وهما الاعتذار ودفع تعويضات للأتراك دون تنفيذ مطلب انهاء الحصار على غزة قال المصدر ان المشكلة فى العلاقات مع اسرائيل الآن وصلت الى مرحلة خطيرة .. والشعب الفلسطينى يعانى من الحصار وبالتالى فان الكرة الآن فى الملعب الإسرائيلى بعدما أوصلت تصرفات الحكومة الإسرائيلية الأمور إلى هذا المستوى.
وأكد على ضرورة تحقيق تغيير ذهنية الحكومة الإسرائيلية وتقديم الاعتذار والتعويض للاستجابة لمطالب الشعب الفسطينى برفع الحصار.. وقال إنهم لم يستجيبوا خلال خمسة عشر شهرا وبالتالى فنحن ننتظر وربما تحدث تطورات فى الموقف ولكن المشكلة مع اسرائيل مستمرة وهناك رفض تركى للحصار على غزة.. كما أن أحداث السفينة مرمرة جعلت العلاقات تسوء بشكل أكبر.
وأشار فى هذا الصدد الى أنه وبالرغم من أن تركيا لديها مشاكل مع اليونان غير أن هذا لا يعنى أنها تقطع علاقاتها بها .. فالأمور ربما يحدث فيها تطورات.. وحول ما إذا كان يعتبر أن العلاقات التركية الاسرائيلية وصلت لمرحلة توصف معها بأنها كارثة قال المصدر ان المشكلة بين تركيا وإسرائيل "خطيرة".
و ألمح المصدر الى أنه من غير المستبعد أن يتم حدوث تغيير فى الموقف التركى تجاه اسرائيل فى حالة إذا ما استجابت للشرطين الأول والثانى اللذين وضعتهما تركيا وهما الاعتذار الرسمى عن حادث السفينة مرمرة مع دفع تعويضات لأسر الضحايا الأتراك مع التعهد بتنفيذ الشرط الثالث وهو رفع الحصار عن غزة .. ولكن المصدر قال ان اتخاذ مثل هذا القرار وحدوث تغيير فى الموقف التركى لا يتم إلا "على مستوى عال للغاية".. وقال إنه من غير اللازم تنفيذ تلك الشروط الثلاثة بشكل فورى فى نفس الوقت ولكن يمكن الاتفاق على خطوات تدريجية لتلبية الشروط الثلاثة.
مسئول تركى: أربع جلسات سرية مع إسرائيل آخرها فى بروكسل
الأحد، 11 سبتمبر 2011 09:44 ص
السفينة مرمرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة