د. مصطفى النجار

حكومة الصمت

الأحد، 11 سبتمبر 2011 06:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يختفون عن الأنظار ولا يشعر بهم أحد وكأنهم غير موجودين بالمرة، يتجاهلون كل الأحداث التى تحدث وكأنها لا تعنيهم وليسوا طرفا فيها رغم أنها تقع فى دائرة مسؤولياتهم، يصمتون ويصمتون حتى يخيل للناس أنهم قد رحلوا لعالم غير عالمنا، وزمان غير زماننا
تستطيع أن تشير لحكومة الصمت «حكومة الثورة سابقا» أو حكومة الدكتور عصام شرف بوضوح، لأنها تمثل نموذجا صارخا لهذا التوصيف، جاء من الميدان محمولا على أعناق الثوار وقال إن لم أستطع فسأعود للميدان ولم يعد ولن يعود أبدا، قال إن يدى مغلولة ولكنه لم يستقل إن كانت يده مغلولة بالفعل توالت الإخفاقات بلا توقف مما جعل الأمور تصل لاعتصام ثان بعد الاعتصام الأول الذى أسقط الرئيس المخلوع وسارع بإلقاء مزيد من الوعود لإنهاء الاعتصام وامتصاص الغضب.

تحدث عن تطهير مؤسسات الدولة، تحدث عن قانون الغدر وتطبيق العزل السياسى على فلول الوطنى التى أفسدت الحياة السياسية فى مصر، تحدث عن قانون السلطة القضائية الذى يضمن استقلال القضاء ونزاهته، تحدث عن أشياء كثيرة لم يتحقق منها شىء حتى الآن وكلما اشتكى الناس وتساءلوا أين الوعود؟ كلما زاد الصمت والاختفاء، وحين تشتعل الحرائق وتشب نار الغضب يخرجون من غياهب الصمت ليدينوا ما حدث ويطالبوا بضبط النفس.

لم يسألوا أنفسهم يوما لماذا يستمر الناس فى التظاهر والنزول للميادين؟ إن الناس لا تمتلك رفاهية تضييع الوقت والجهد ولكنهم يشعرون أنهم صاروا ألعوبة يتم التلاعب بها، يرون أن ثورتهم لا تكتمل وأن هناك من يسعى لتفريغها من مضمونها، ما زال الإعلام الرسمى يصدم الناس وهو يصف الثورة بأنها مجرد انتفاضة شعبية، والمفترض أن هذا الإعلام هو إعلام وزارة الثورة.

إن الأحداث التى أعقبت تظاهرة الجمعة الماضى سواء عند السفارة الإسرائيلية أو وزارة الداخلية هى تجاوزات مرفوضة من غالبية المصريين ولا تمت للثورة بصلة ولا يمكن تحميل الثوار مسؤولية هذه الأحداث لأنهم لم يكونوا طرفا فيها ولم يدعوا إليها، حين اشتعلت الأحداث غابت الحكومة كعادتها وحتى فجر يوم السبت لم نسمع لها صوتا، وكأنها غير مسؤولة عن هذا الشعب وهذا البلد الذى تدير شؤونه، وخرج الإعلام الرسمى ليسفر عن وجهه الحقيقى بتشويه الثورة وتحميلها كل ما يحدث واستعداء الشعب على الثورة بشكل يشبه الفترة التى سبقت إسقاط مبارك لم تعد هذه الحكومة حكومة الثورة ولا علاقة لها بالثورة من الأساس، إنها نموذج للعجز التام، ونموذج من إعادة عقارب الساعة للوراء، إن الحكومة التى جعلت مصر فى عهدها أشبه بصندوق قمامة كبير وممتلئ بعد أن تركت أطنانا هائلة من القمامة تنتشر فى شوارع مصر، لا يمكن أن ننتظر منها لعب أى دور سياسى أو ثورى.

احتملنا هذه الحكومة كثيرا بكل تعديلاتها الوزارية التى لم تؤثر فى شىء، وقلنا إنها فترة انتقالية وستمر سريعا حتى نصل لانتخاب برلمان وتشكيل حكومة تعبر عن إرادة المصريين، ولكن فاق الأمر كل التوقعات، هنيئا لهذه الحكومة إنها ستدخل التاريخ بإنجازاتها غير المسبوقة فى الانفلات الأمنى وفى جعل مصر بهذا القبح.

أعتقد أن الأيام القليلة الماضية تؤكد أن الثورة فى مفترق طرق وأن مستقبل مصر سيتحدد خلال الأيام القادمة وهذا ما يلزم القوى السياسية أن تكون على قدر المسؤولية وأن تتراص للحصول على ضمانات التحول الديموقراطى التى تبدأ بإدارة عملية انتخابات نزيهة وشفافة تفرز ممثلا حقيقيا للشعب المصرى يقود عملية التحول الديمقراطى والوصول للحكم المدنى.
لا ينتظر الشعب شيئا من حكومة شرف ولكن ينتظر من القوى السياسية والثورية أن تدافع عن مستقبل هذا الشعب الذى يهدده الخطر، أيام فاصلة فى تاريخ الشعب المصرى إما أن تنقلها للمستقبل وأما أن تعود بها للوراء وتصبح كل الإنجازات الثورية ذكرى جميلة مرت بنا.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ريم على

اعلام وزارة الثورة؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور ماجد

للآسف محاولة مفضوحة من كاتب المقال لتبرئة أصدقائه الثوار من العار الزى أصاب مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

منال

كلمة حق

عدد الردود 0

بواسطة:

د / نادر

الله يلعنك دنيا واخرة انتى وامثالك

عدد الردود 0

بواسطة:

Magdy Etman

لتقل خيرا او لتصمت

عدد الردود 0

بواسطة:

rania mohamed

إلا يكفي ما حدث خلال المظاهرات

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

التحريض مستمر

ده تحريض جديد على الخراب والدمار؟

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد مجدى

كفاية رزالة و ياريت تشفلك شغلانة يا حنجورى!

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس محمود

الحقيقة أن الفجوة تتسع بين الشعب و بينكم يا عم مصطفى و المصيبة انكم مش حاسين!

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر

كل من هب ودب بقى يتكلم ... هذا زمن السفهاء .. الرحمه من عند يارب


اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة