كشفت صحيفة الجارديان عن قيام أجهزة الاستخبارات البريطانية بعمليات ترحيل مماثلة لتلك العمليات المثيرة للجدل التى تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، والتى يتم فيها نقل المشتبه بصلاتهم بالإرهاب إلى معتقلات فى عدة بلدان وعلى رأسها البلدان العربية لتعذيبهم والتحقيق معهم.
وفى مقابلة مع الصحيفة روى سامى السعدى، إسلاميا ليبيا، كيف تم اعتقاله وأسرته فى كونج كونج من قبل الاستخبارات البريطانية MI6 وقد تم نقله وزوجته وأولاده الأربعة جوا إلى طرابلس، حيث قادتهم السلطات مباشرة إلى السجن وقد تم استجواب السعدى تحت التعذيب.
وينوى السعدى الذى يعد ثانى ضحية ترحيل ليبية، تم اكتشافها حتى الآن، أنه ينظر رفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية. وتؤكد أحد الوثائق الاستخباراتية السرية والتى تم العثور عليها قبل أسبوع بمكتب وزير الخارجية المنشق موسى كوسا والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الليبيى صدق كلام السعدى.
وأشار السعدى إلى أنه طوال الرحلة على متن الطائرة التى نقلته من هونج كونج إلى طرابلس تم تكبيل يديه ويد زوجته وقد ظل الأطفال والزوجة يبكون طوال الرحلة. فلقد كان الوضع سيئا إذ تم احتجاز الأسرة كاملة لشهرين هذا بالإضافة إلى العقاب النفسى.
وتعد هذه هى المرة الأولى التى تظهر فيها أدلة علانية بشأن قيام وكالات الاستخبارات البريطاينة بعمليات ترحيل استثنائية، على غرار تلك التى تقودها الـ CIA منذ أحداث 11 سبتمبر. هذا بينما رفضت الخارجية البريطانية الإقرار بأنها كانت على علم بتعذيب السعدى.
وتجرى المعارضة البريطانية فى البرلمان تحقيقات فى الأمر فيما أظهر تحقيق رسمى أن قدمت الحكومة البريطانية معلومات بشأن دور المملكة المتحدة فى المسألة. غير أن مصادر تابعه لحكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون دافعت بدورها، مشيرة إلى أن أجهزة الاستخبارات وقتها كانت تنفذ سياسات حكومية إذ أن هذه العمليات جميعا تعود لحكومة تونى بلير.
رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة