آية عزت قرقار تكتب: جف النهر

الأحد، 11 سبتمبر 2011 08:56 م
آية عزت قرقار تكتب: جف النهر صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بيعت جاريتى فى سوق الرق..
واغتُصبت قبل الليل..
فى الصبح على مرأى منى..
مرت بجوارى بعد سنين لم ألحظها..
تستصرخنى ولا أسمعها..
ضاعت كل ملامح حبى لم أعرفها..

وجهٌ كالأرض البور..
وعيناها وسط سواد محكم..
تبكى لا تتكلم..
بشرتها جافة..
لا يجرى فيها نهر الحب كما الأول..
فقدت رونقها..
نسيت ان تغتسل محياها..
لتتخلص من بعض الاثم العالق فى شفتيها..

وذكرتُ الدنيا فأنستنى إياها....
شغلتنى كثيرا ...أشقتنى.....
انستنى كل آمالى وآلامى.....

جف النهر ومات الزرع.....
سقطت جدران المنزل....
دخلوا.....
سرقوا ما يُؤكل أو يُشرب....
سلبونى كل متاعي.....
أخذوا منى حتى حذائى ....
وتركونى عارٍ أعزل.....

كانت جاريتى معهم....
استصرخها ولا تسمعنى....
استعطفها ولا تنجدنى....
ضاعت كل ملامح حبى....
لم تعرفنى...

سامحنى يا وطنى......
لم أحميك ولم تحمينى....
باعك أوغادٌ ثمَّل....
حرقوا النهر وذبحوا الزهر.....
كسروا الحلم وداسوا الفجر......
طمسوا نور الحب... فأظلمتُ.......
........
جرفوا أرضى واغتصبوا جاريتى.......
نهبوا بيتي.........
ووقفت مكانى أتحرق لا أتحرك....
أتفرج لا أفهم......
كنت هناك الطفل الأحمق.......
انتظر امى لتخبرنى ماذا يجرى.......
أو تأخذنى بين ذراعيها تطمئننى....
لكنها لم تأتِ...
ونسيتني.........
وبيدها أسلمتنى لكابوس مرعب........
لا يأبى ليلا ان يفزعنى.........
فاستيقظ على صوت صراخى.....
وتمر سنين حتى أهدأ......
وتمر سنين حتى أفهم......
وتمر سنين حتى أدرك.....
أنه عين الواقع.......
ليس مجرد كابوس فى نومى.......
وأفيق من السهو لأكتشف......
أنى لا أملك جارية أو منزل.....
وأنى فى حرب....
وحدى.... أعزل....





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة