قال وضاح خنفر، المدير العام لشبكة الجزيرة العربية، إن الشارع العربى ذكى لا تفوت عليه الدسائس والمؤامرات وذو حس فطرى.
وأضاف إنه من الضرورى التغلب على التعقيدات التى كانت عالقة فى أذهاننا قبل الثورات العربية، مضيفا "الآن لدينا شىء جديد يتم خطفه ومحاصرته وتهميشه، وهذا شىء طبيعى جدا لأن هناك قوى لها مصالح ونفوذ تعمل على ذلك"، دون أن يسمى هذه القوى.
وأكد خنفر خلال الجلسة الختامية لمؤتمر "نحو نظام عربى جديد" الذى نظمه المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط بالتعاون مع المركز العراقى للدراسات الإستراتيجية مؤخرا أن هذا التدافع الثورى العربى يقع فى فترة دولية حرجة، وأن القوى الدولية تعيش مرحلة عبور، قائلا "فالولايات المتحدة على سبيل المثال ليست كما هى لأسباب اقتصادية وسياسية وإستراتيجية".
وأكد وضاح خنفر عدم همجية أو غوغائية أو تسييس الشارع العربى، وأنه شارع ذكى لا تفوت عليه الدسائس والمؤامرات وذو حس فطرى. وأوضح أن هناك اتفاقا جوهريا بين الحاضرين بالمؤتمر الذى استمر لمدة يومين، حول عدم استطاعة الدولة القُطرية أن ترقى إلى طموح الإنسان، لأنها دولة عاجزة بطبيعتها عن قيادة مشروع نحو المستقبل ولا تفلح فى الحفاظ على المد الديمقراطى، ولذا فهى ديكتاتورية تصادر أصوات الناس.
وأشار مدير عام شبكة الجزيرة إلى أن مشكلة المشروع الغربى لدينا تنحصر فى مصادرة المصلحة الغربية لنظيرتها العربية وعدم التعاطى معها، فيما لا تسمح الدول الحرة بذلك.
وعن دور الإعلام العربى فى ربيع الثورات لفت إلى أنه من المؤسف أن يفرغ العالم العربى من جميع الأدوار لكى يتحدث البعض عن الإعلام وكأنه لاعب الدور الوحيد، مشددا على أنه ينبغى للإعلام أن يلتزم بدوره فى تغطية الواقع وإتاحة المجال لتبادل الأفكار والآراء.
وحول دور الجزيرة واصل الحديث ليقول: "الجزيرة لم ولن تدعى صنعها للثورات العربية، فهى شبكة ليست موجهة إذ لا ينبغى أن يكون الإعلام تابعا لمركز قوى بقدر ما يكون ناقلا للواقع ويسائل مركز القوى".
وأضاف "نعم للإعلام دور ولكن ينبغى ألا يكون سياسيا توجهه الأحزاب أو الحكومة أو التيارات السياسية، وهذا الإعلام موجود، ولكن ينبغى أن يتميز الإعلام الحر بالاستقلال ويبتعد عن الأيديولوجية".
وردا على سؤال لـ"اليوم السابع" حول تغير السياسة التحريرية للجزيرة من عدمها فى أعقاب ثورات المد العربى، أجاب خنفر "صحيح أننا لدينا موقف من الثورات العربية، وهذا الموقف هو الانحياز للمجموع التراكمى للناس، فالجزيرة خدمة عربية دولية التوجه تسعى لترسيخ حق الإنسان فى المعرفة والتحرر والديمقراطية والتعبير وترفع شعار الرأى والرأى الآخر".
وعند استكمال خنفر للرد على سؤال "اليوم السابع" مستدركا "تجربة الجزيرة مع الأنظمة العربية الرسمية كانت مريرة"، قاطعه سمير غطاس رئيس مركز مقدس للدراسات الفلسطينية، مستنكرا بقوله "هذه دعاية للجزيرة تخرج عن سياق المؤتمر وأنت تتحدث عن استقلال الجزيرة.. فأى استقلال تتحدث عنه.. هل هى مستقلة عن حكومة قطر مثلا..؟"، فرد خنفر "ما تعصب علىَ"، واستكمل غطاس "قطر دولة ما فيهاش أحزاب أصلا هل تسمح بحرية إعلام؟!!".
وعلى هامش اختتام الجلسة قال محمد شفيق رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط إنه حتى هذه اللحظة لا يمكن تثبيت سياسة خارجية واضحة للدول العربية التى شهدت ثورات، واصفا ذلك بالظاهرة الصحية، حيث هناك العديد من الثورات التى استمرت لأكثر من 15 عاما.
وفى ختام المؤتمر تم الإعلان عن توصياته التى جاءت تحت عنوان "إعلان القاهرة" وتضمنت العديد من النقاط على رأسها الدعوة إلى إلغاء جوازات السفر بين الدول العربية وإطلاق رؤية مشتركة لمنظومة أمنية واقتصادية وإعلامية وتعليمية وثقافية عربية، بالإضافة إلى إطلاق حركة عربية نضالية شاملة.
مدير "الجزيرة": الشارع العربى لا تفوت عليه "الدسائس"
السبت، 10 سبتمبر 2011 08:36 م