طالب عدد من المثقفين بالتصدى لتشويه صورة العرب والمسلمين التى أساء إليها الغرب وأمريكا بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر، وقالوا فى تعليقهم على نشر كتاب الأطفال "لن ننسى الحادى عشر من سبتمبر أبدا.. كتاب الحرية للأطفال" المسىء للعرب فى أمريكا: إن العيب ليس على أمريكا بل على الأدباء العرب الذين لم يبذلوا الجهد المطلوب من أجل توضيح صورة العربى والمسلم الصحيحة وكراهيته للإرهاب والعنف.
وكانت إحدى دور نشر الأطفال قد أصدرت مؤخرا هذا الكتاب إحياء للذكرى الـ10 لهجمات 11 سبتمبر 2001، وأثار هذا الكتاب غضب مسلمى أميركا الذين اتهموا المؤلف بتأجيج كراهية الإسلام؛ حيث يصور كتاب مشاهد من الهجمات على مركز التجارة العالمى، وتصور إحدى الصفحات عملية قتل أسامة بن لادن، وهو يختبئ خلف امرأة محجبة بينما يضغط جندى أميركى على زناد سلاحه، وكتب "ون بل"، مؤلف الكتاب، بجوار الرسم "يا أطفال: الحقيقة هى أن هذه الأعمال الإرهابية ارتكبها متطرفون إسلاميون يكرهون الحرية.. هؤلاء المجانين يكرهون طريقة الحياة الأميركية لأننا أحرار ومجتمعنا حر".
ولا يعد هذا الكتاب الأول الذى يصدر ليرسخ مفهوم عداء المسلمين والعرب للمجتمعات الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تناولته العديد من الأعمال الأدبية والسينمائية التى تؤكد على أن المسلمين هم المسئولون عن الإرهاب فى العالم كله.
فى هذا السياق يقول الشاعر والمترجم رفعت سلام، إن الغالبية العظمى تتأثر بوجهة نظر الإدارة الأمريكية وتبثها خلال وسائل الإعلام وترسخها فى وجدان الشعب الأمريكى، كما أنهم ينظرون إلى العرب والمسلمين كلهم أنهم إرهابيون ومسئولون عن أحداث 11 سبتمبر، فى مقابل ذلك فالأدب المصرى أو العربى يفتقر إلى الأعمال التى تتناول هذا المفهوم أو تدافع عن الإسلام، ويضيف سلام أن المشكلة فى المجتمعات الغربية عامة أنهم لا يريدون التفرقة بين الجماعات الإرهابية وبين المجتمعات الإسلامية التى عانت كثيرا بين هذه الجماعات الإرهابية مثل مصر والجزائر، مشيرا إلى أن العديد من الكتاب والأدباء الأمريكيين لا يؤيدون الاتجاه الغربى المعادى للإسلام، بل هناك أدباء اتخذوا مواقف مدافعة عن العرب والمسلمين.
"لست مندهشا من هذه التصرفات وأجد أنه من الطبيعى أن تبدى أمريكا ودور نشرها هذه الكراهية" هذا ما قاله الشاعر أحمد سويلم، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول بكل جهدها ترسيخ هذا المفهوم االخاطئ لدى الشعب الأمريكى، خاصة الأطفال الذين لم يعايشوا هذا الحد ث، ويضيف سويلم: المشكلة أننا لا نتناول هذا الحدث فى مجتمعاتنا العربية بأى شكل مثلما يفعله الغرب ليرسخ هذا مفهوم فى وجدان المجتمعات الغربية خاصة لدى الاطفال، ونادى سويلم بضرورة العمل على إزالة هذا المفهوم الخاطئ من وجدان أطفالنا العرب والمسلمين، وأن من فعل ذلك "إرهاب" وليس "إسلام" ومفهوم العنف لا يقتصر فقط على المسلمين والعرب وإنما هو موجود فى كل المجتمعات الغربية والعربية، كما يطالب سويلم بوجود درس أو حصة استثنائية يتم فيها شرح الفرق بين الاسلام والارهاب، وقيم التسامح والرحمة، مثلما كان يحدث من قبل حيث كانت تخصص الحصة الاولى فى المدارس للحديث عن المناسبات الوطنية.
ويقول الناقد حسام عقل إن الأدب العربى قد تعرض فى كثير من نماذجه ونصوصه لقضية الإرهاب بشكل عام، حيث تناولت فكرة الكوادر التى تدربت على يد الجهات الإرهابية فى الخارج لتوجه أعمالها العنيفة ضد المجتمعات الإسلامية والغربية، مثل الروائى أحمد ماضى صاحب رواية "الممر" التى تعد أشهر قصص حرب أكتوبر حيث تعرض فى العديد من رواياته لفكرة إحباط الشباب وكيف يقودهم الإحباط إلى أن يصبحوا كوادر إرهابية، وقال عقل: لم يتناول أى عمل أدبى فى التجربة القصصية والشعرية أحداث 11 سبتمبر والمفاهيم التى نتجت عنها، حيث إنه يقترب من أدب الجاسوسية ويحتاج إلى نوع من التأهيل المعلوماتى وهو لا يتوافر لدى كثير من كتابنا بالرغم من تناوله بشكل كبير فى الأدب الغربى وتدعيمه لمفهوم أن المسلمين هم من قاموا بهذا العمل الإرهابى، ويدعو عقل الكتاب والأدباء المصريين والعرب بضرورة تناولهم لهذا الحدث بشكل كبير فى أعمالهم ومواجهة هذا الغزو الفكرى الغربى المعادى للمجتمعات الإسلامية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة