قال السفير محمد فتحى إدريس سفير مصر بأديس أبابا إن الفترة الحالية تشهد تطورات إيجابية فى مجال تعزيز العلاقات المصرية الأثيوبية على أساس تعزيز المصالح المشتركة وتحقيق مكاسب للجميع، كما أنها تتسم بإرادة شعبية وسياسية لترجمة هذا الزخم الجديد فى العلاقات إلى خطوات عملية لدفع هذه العلاقات وهذا التعاون فى جميع المجالات.
وأكد السفير فتحى إدريس فى تصريحات " لوكالة أنباء الشرق الأوسط " على أن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الأثيوبيى مليس زيناوى ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية هيلمريام ديسالين يومى 17 و 18 سبتمبر الجارى، تأتى فى إطار التواصل الكبير والرسمى بين الدولتين .. مشددا على أن الفترة الحالية تشهد تطورات إيجابية فى مجال تعزيز العلاقات المصرية الإثيوبية على أساس تعزيز المصالح المشتركة وتحقيق مكاسب للجميع.
وأضاف أنه سوف يسبق زيارة زيناوى عقد اجتماع للجنة المصرية الأثيوبية المشتركة على مستوى وزيرى خارجية البلدين يومى 14 و 15 سبتمبر الجارى، وسيرأس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية هيلمريام ديسالين الجانب الاثيوبى فى اجتماعات اللجنة.
وأوضح السفير المصرى لدى إثيوبيا محمد فتحى إدريس أن الاجتماعات سوف تتناول الجوانب المختلفة للعلاقات بين البلدين، وسوف تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مثل : المزارع النموذجية والاستزراع السمكى والتعليم العالى والتعاون فى مجال الطيران المدنى والتجارة.
وأكد على أن حجم كل من السوقين الأثيوبى والمصرى يتجاوز 85 مليون نسمة، وبالتالى هناك امكانية وطاقة كبيرة للاستثمار فى السوق الاثيوبى وتعزيز حجم التبادل التجارى بين البلدين، لأن أرقام هذا التبادل التجارى حتى الآن لا تتناسب مع الإمكانيات المتاحة ومع حجم السوق فى البلدين ..مشيرا إلى أن الفترة الماضية شهدت تطورا فى حجم الاستثمارات المصرية فى إثيوبيا، وأن هذه الاستثمارات أصبحت الآن فى شقيها المنفذ والمزمع تتجاوز 7ر1 مليار دولار من أجل تطوير التعاون الاقتصادى، وأنه يجرى الآن بحث إنشاء منطقة صناعية مصرية فى اثيوبيا بحيث تكون مظلة لتواجد منشآت صناعية مصرية فى إطار تكاملى بحيث تلبى احتياجات السوق الأثيوبى.
وقال إن الجانبين المصرى والإثيوبى متفقان على أهمية فكرة إنشاء منطقة صناعية مصرية فى إثيوبيا، وتم اجراء دراسة جدوى لهذه المنطقة الصناعية وقدمت الى الجانب الإثيوبى وجار إعداد دراسة جدوى للمرافق والمنشآت الفنية الأساسية المطلوبة لعمل هذه المنطقة معبرا عن أمله فى الانتهاء من الإجراءات الإدارية والاتفاقات الخاصة بهذه المنطقة، بحيث يجرى البدء بمرحلة التنفيذ الفعلى، الأمر الذى سيحدث معه نقلة نوعية فى دفع النشاط الاستثمارى المصرى فى إثيوبيا.
وأشار إلى أن ملف المياه يجرى التعامل معه حاليا بين البلدين فى إطار آلية من الحوار المشترك بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة حول كيفية التحرك قدما بشأنه، وأن الشق الأساسى من هذه الآلية حاليا هو تشكيل اللجنة الثلاثية المشتركة التى تم الاتفاق على إنشائها خلال زيارة الدكتور عصام شرف إلى أثيوبيا فى مايو الماضى، حيث اتفق الجانبان على تشكيل لجنة تضم خبراء من أثيوبيا والسودان ومصر إضافة إلى بعض الاستشاريين الدوليين الذين يتم الاتفاق على اختيارهم، موضحا أن هذه اللجنة ستتولى بحث الجوانب الفنية لمشروع سد النهضة الأثيوبى بهدف الوصول إلى تقييم فنى موضوعى لآثاره وانعكاساته على الدول الثلاث. وفى ضوء ذلك، تحدد كيفية التعامل المشترك فى هذا الملف، وأنه يجرى الآن الاتفاق بين الطرفين على مراجع عمل اللجنة ومن المنتظر أن يتم قريبا الاتفاق على ذلك بما يؤدى إلى بدء عملها .
وقال السفير المصرى لدى إثيوبيا محمد فتحى إدريس إنه التقى قبل يومين مع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الأثيوبية أبونا باولوس ومع ممثل الكنيسة الارثوذكسية المصرية لدى أثيوبيا الراهب القس سيدراك بيشوى، موضحا أن هذه اللقاءات تأتى فى إطار المرحلة الجديدة التى تشهدها العلاقات بين البلدين والسعى لتعزيز الروابط والتواصل على المستويين الرسمى والشعبى ومن منطق الدور الجوهرى للبعد الروحى والدينى فى حياة الشعبين الاثيوبى والمصرى .
وأضاف السفير بأنه من الطبيعى أن تكون العلاقات المصرية الاثيوبية طيبة ومتميزة فى ضوء ما يجمع البلدين والشعبين من روابط قديمة وحديثة ومصالح دائمة، وأن التحرك على هذا المسار يحتاج الى تفعيل جوانب متعددة، وأول خطوة مطلوبة هو بناء الثقة وبناء أرضية تفاهم مشتركة والعمل على تعزيز الروابط السياسية والتجارية والاستثمارية بين البلدين وهذا يرتبط بوجود فرص حقيقية بالفعل يمكن ان يستفيد منها الطرفان ويوفر الاحتياجات المتبادلة ويحقق مصلحة ومنفعة اقتصادية مشتركة للطرفين ".
وأشار إلى أنه يرى -السفير المصرى - أن الفترة القادمة تحمل أفقا جديدة لتطوير هذه العلاقات بعد ثورة 25 يناير فى مصر، والتى أعقبها إعلاء لأهمية علاقات مصر الأفريقية وخاصة فى دول حوض النيل، كل ذلك يتواكب مع إرادة شعبية وإدراك لأهمية هذه العلاقات وإرادة سياسية لترجمة هذا الزخم الجديد فى العلاقات الى خطوات عملية .
وأوضح إن هذه الزيارات واللقاءات الرسمية، وكذلك زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية إلى إثيوبيا فى أبريل الماضى، كان لها أثر كبير فى تحسين أجواء العلاقات بين البلدين .
يشار إلى أن الدكتور شرف رئيس مجلس الوزراء قام بزيارة إثيوبيا فى مايو الماضى، كما أنه التقى برئيس الوزراء زيناوى مرة أخرى فى جوهانسبرج بجنوب افريقيا فى يونيو الماضى فى اجتماع ضم الكتل الاقتصادية الثلاث الكبرى فى أفريقيا، ثم التقى مع زيناوى مرة ثالثة فى قمة الاتحاد الافريقى الأخيرة فى مالابو فى يوليو الماضي.
سفير مصر بإثيوبيا: زيارة زيناوى لمصر تعكس إرادة سياسية متبادلة
السبت، 10 سبتمبر 2011 04:59 م
رئيس الوزراء الأثيوبيى مليس زيناوي
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة