أثارت أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية فى ساعة متأخرة من مساء الجمعة انقساما فى ردود أفعال القوى السياسية، حيث رأى سياسيون ونشطاء أن الأحداث تأتى كرد فعل طبيعى على الجرائم الصهيونية بحق الجنود المصريين، فيما اعتبر آخرون أن الأحداث تمثل خروجا على "سلمية" ثورة يناير، وتؤثر على هيبة الدولة المصرية.
واعتبر أمين إسكندر القيادى بحزب الكرامة أن موقف اقتحام السفارة يعد أبلغ رد فعل شعبى على مقتل الجنود المصريين برصاص إسرائيل على الحدود، محملا القائمين على الحكم المسئولية عن تصاعد الأحداث بعد أن جرى تجاهل مطالب الجماهير التى لم تتوقف عن تكرارها بالدعوة إلى طرد السفير الإسرائيلى أو استدعاء السفير المصرى للتشاور.
ووصف إسكندر فى تصريحات لـ "اليوم السابع " الحديث عن نظرية المؤامرة والأيدى الخارجية فيما حدث أمام السفارة بأنه مجرد لغو سياسى، مطالبا المجلس العسكرى بأن يدرك أن الشعب المصرى خرج عن الطوق ومن ثم فإن فكرة بناء جدار عازل لحماية السفارة عودة لعصر مبارك الذى أيد بناء الجدار العازل على الحدود مع فلسطين.
وأكد القيادى بحزب الكرامة، أن التعامل الأمنى فشل وخسر فى تلك الأزمة، مشددا على ضرورة اللجوء للتعامل السياسى من أجل الخروج من الأزمة إلى الطريق الصحيح.
أما المفكر اليسارى عبد الغفار شكر القيادى بحزب التجمع، فاعتبر أيضا أن نظرية المؤامرة بريئة من أحداث السفارة الإسرائيلية مشيرا إلى أن الأحداث جاءت نتيجة لحركة عفوية من جماهير انزلقت لأعمال لا تليق بجماهير شعبية لم تنصاع لسلمية الثورة.
وشدد "شكر" على أن المسئولية مشتركة ما بين رجال الأمن الذين تعاملوا بسلبية مع الأحداث فى بدايتها، معتبرا أن انسحاب قوات الأمن المركزى أعطى الفرصة للمتظاهرين لمزيد من التصعيد، بالإضافة إلى الشباب الذين اندفعوا فى ردود أفعالهم دون إدراك عواقب الأزمة سياسيا، مطالبا بضرورة تفعيل الحلين السياسى والأمنى فى التعامل مع الأزمة.
فى المقابل أدان "عصام شيحة" عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية، مؤكدا أنها لم تكن مدرجة على جدول أعمال جمعة تصحيح المسار واصفا الموقف بالخروج على المبادئ السلمية لثورة 25 يناير "بل ويسىء إليها".
وتابع أن "مصر من الدول ذات السيادة التى وقعت على اتفاقية فيينا والتى تنص على الالتزام بحماية السفارات والقنصليات الموجودة على أراضيها مشيرا إلى أن مصر أدانت احتلال الثوار الإيرانيين لسفارة روسيا عام 1979.
وحذر الدكتور محمد أبو الغار وكيل مؤسسى الحزب المصرى الديمقراطى من أن مثل تلك الأحداث تؤثر على هيبة الدولة المصرية وتهينها، مؤكدا فى الوقت نفسه أن المصريين غير سعداء بتصرفات الجانب الإسرائيلى على الحدود المصرية أو فى فلسطين.
وأشار أبو الغار فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إلى أن الدولة هى الوحيدة المخولة فى إبقاء السفارة والبعثة الدبلوماسية أو طردها عن طريق اتصالاتها.
القوى السياسية تختلف حول تقييم أحداث السفارة.. أمين اسكندر: ما حدث رد فعل طبيعى للجرائم الإسرائيلية.. وعصام شيحة: هذا خروج على سلمية الثورة.. وأبو الغار: إهانة لهيبة الدولة
السبت، 10 سبتمبر 2011 02:21 م