خالد أبو بكر

إما مبارك وإما الفوضى

السبت، 10 سبتمبر 2011 06:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه رسالة لأولى الألباب من أبناء الشعب المصرى، صاحب الرسالة هو الرئيس السابق مبارك فى خطابه، الذى ألقاه على مسامعنا قبل التنحى، لقد قال إنه يمثل الاستقرار وأن الشعب المصرى بدونه ودون نظامه ستسوده الفوضى.

والحقيقة هذا هو الرهان الحقيقى لنجاح الثورة فإسقاط نظام أسهل بكثير من بناء نظام آخر، ويجب علينا أن نضع فى الاعتبار أن إسقاط نظام مبارك لا يعنى نجاح الثورة - أبدا - إن نجاح الثورة يبدأ فى اليوم الذى نستطيع فيه بناء دولة ديمقراطية، أهم مقوماتها سيادة القانون والمساواة بين الحاكم والمحكوم.

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على رحيل نظام مبارك لابد أن نسأل أنفسنا سؤالا صريحا: هل نجحنا - حتى الآن - فى الاختبار الذى وضعنا فيه؟ والفرض المسبق الذى فرضه مبارك أن البديل عنه هو الفوضى؟ وعلينا أيضا أن ننتبه إلى أن الحل سيكون بأيدينا، ولن تأتى قوة خارجية كى تصلح ما نفسده بأيدينا.

لابد أن نعترف أن من يقوم بالفوضى هو جزء منا، وكانت لدينا سلبيات تفاقمت فى عهد مبارك إلى أن أصبحت مشاكل مزمنة بدأت البيوت المصرية فى الآونة الأخيرة تشعر بها، من يصدق أن مصر بلد الأمن يعانى أهلها من مشكلة فى شوارعها من عدم وجود الأمان وعدم احترام القانون؟ من يصدق أن مصر بعد أن قامت بهذه الثورة، التى تحدث عنها العالم يكون بها قطع طرق واعتداءات على أبرياء؟

من يصدق أننا أصبحنا نتظاهر على كل شىء كان كبيرا أو صغيرا، من يوافق على أن الاحتجاج، الذى تكفله الحرية معناه أن أعطل القطارات أو أقطع الطرق، من يقبل أن نشمت أعداء الثورة فينا، وهم يرون هذه الأمور تتزايد يوما بعد يوم.

إن ما يحدث الآن فى الشارع المصرى وراءه إرادة وتمويل رغبت أن توصل رسالة إلى المواطن المصرى البسيط، وهى أنه قبل فبراير الماضى كان فى أمان، والآن غاب عنه هذا الأمان الذى كان ينعم به، وأصبح يشعر بضيق الحال نتيجة بعض الاحتجاجات التى توقف الإنتاج.

لكن الاختيار والسؤال الذى لابد أن يجيب عنه الشعب المصرى بأكمله هو.. إما عدم الأمان وضيق الحال لفترة انتقالية، وإما الكرامة؟

هذا هو المبدأ الأساسى الذى لابد أن نقنع به أنفسنا عندما نشعر بضيق ما نتيجة الفوضى - المؤقتة - التى نشعر بها الآن، لابد أن نقول لأنفسنا إذا كنا خسرنا بعضا من الأمان لفترة ما فإننا كسبنا كرامتنا مدى الحياة لنا ولأبنائنا ودفعنا ثمنا غاليا حتى نصل إلى هذه الكرامة.
نعم يا كل مصرى أنت الآن بكرامتك كاملة أنت الآن لن تكون مواطنا من الدرجة الثانية، لن تكون عبدا لحزب ما أو جهاز أمنى يخترق أدق تفاصيل حياتك، أنت الآن من ستقرر مصير الحكم فى بلادك فى انتخابات حرة ونزيهة، أنت الآن يستطيع أبناؤك تقلد أرفع المناصب بناء على الاجتهاد، وليس بناء على كونهم من أصحاب النفوذ.

لكن الأمنيات والكلمات وحدها لا تصلح لإقامة مجتمعات ناجحة، لابد من العمل، والعمل بجد واجتهاد وبصورة أكثر مما كنا نعمل من قبل وأن نراعى ضمائرنا فى بلادنا، فليس لدينا مكان آخر نذهب إليه سوى هذه الأرض، إن لم ننجح فى التعايش فيها فلن تقوم لنا قائمة بين الأمم فيما بعد، وإذا لم نلمس هذه المشكلات ونواجه أنفسنا بالسلبيات التى تفشت فى مجتمعنا لن نستطيع حلها، فالمرض مؤلم لكن لابد أولا من من اكتشافه ثم تشخيصه ثم تحمل الدواء المر حتى نصل إلى مرحلة الشفاء، لكن أن يحاول البعض بسلوكيات إجرامية من الواضح أنها منظمة، ووراءها فئة تريد إيصال رسالة ما إلى نفوس الشعب المصرى - أن يحاولوا - إحباط الشارع المصرى وجعله ينتقد الثورة ويعتقد - خطأ - أن الفوضى وعدم الأمان المؤقت هما نتيجتان مباشرتان للثورة - أبدا - كل ذلك نجيب عنه بإجابة واحدة، وهى أن الكرامة والحرية أغلى بكثير من تحمل مشاكل مؤقتة مسارها إلى الزوال.

وعلى كل مصرى الآن ألا ينظر كثيرا إلى الماضى بل ينظر إلى الحاضر والمستقبل، فالأهم من محاكمة مبارك، التى ينشغل بها معظم الشعب المصرى أن ننظر إلى المستقبل القريب فى ظل انخفاض فى مستوى الإنتاج بشكل عام وشعور عدم الأمان السائد إلى حد ما هذه الأيام
وتبقى لنا قيمة كبيرة أتت بها الثورة ودفعنا ثمنها من دماء أبنائنا، وهى:
لا لمبارك ونعم للكرامة.
ولنا سطور أخرى الأسبوع المقبل إن كانت فى العمر بقية.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

حببتي يامصر اة ياوطني

عدد الردود 0

بواسطة:

wael amen

انها فعلا الحرية

عدد الردود 0

بواسطة:

aly

منكم لله

عدد الردود 0

بواسطة:

د. السيد الهباشة

أحسنت

عدد الردود 0

بواسطة:

انصاف النادى

ثقافة الاختلاف

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود الديب

مقال محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

shereif

nice one

you are right

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري اجدع من اللي فوق

حملة ضد الوطنيين

عدد الردود 0

بواسطة:

اميرة

عيب يا تعليق 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد عفيفى

افيقوا على الحقيقة بقى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة