"مثقفون" يضعون ملامح روشتة الحفاظ على الثورة

الخميس، 01 سبتمبر 2011 08:05 م
"مثقفون" يضعون ملامح روشتة الحفاظ على الثورة الدكتور عاصم الدسوقى
كتبت نورا النشار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من قيام الثورة المصرية منذ شهور، إلا أن كثيرين يرون أنها لم تؤت ثمارها بعد، وأننا بحاجة إلى روشتة جديدة للحفاظ على الثورة أهمها القيام بثورة ثقافية وأخلاقية وتغيرات جذرية ، حتى تستطيع الثورة أن تحقيق أهدافها وبناء نظام جديد قائم على الديمقراطية والعدالة والحرية.

الدكتور صلاح عبد المتعال أستاذ علم الاجتماع، يرى أن أهم مطالب الثورة، هى توفير المأكل والمسكن والمأمن لكل المصريين، وضرورة العمل بعد ذلك على إصلاح الثقافة العامة ومنظومة الأخلاق لدى الشعب المصرى ودعم القيم الإيجابية التى غابت عنا بسبب إبعاد الدين عن الحياة العامة وترهيب الناس من كل ما يحمل مفهوماً أو مسمى دينأً.

ويعتقد الكاتب الدكتور حسين حمودة، أننا بحاجة إلى أن يكون لدينا الوعى الحقيقى بحاضرنا ومستقبلنا وبحقوقنا وواجباتنا، فنحن بحاجة إلى أن نؤمن بمفهوم الديمقراطية وثقافة الاختلاف وتعدد الآراء والاتجاهات، وأنه يجب علينا أن نتخلص من ميراث التسلط وثقافة الرأى الواحد والنظرة الضيقة فى تحليلنا الأمور.

ويضيف حمودة، أننا بحاجة للجوء إلى أساليب متعددة للتعبير عن مطالبنا واحتياجاتنا وليس أسلوب واحد فقط نستخدمه للسعى الى تحقيق هذه المطالب والاحتياجات وربما كان قمع حرية التعبير فى الفترة الماضية سبب من أسباب عدم الوصول إلى وممارسات متنوعة تتسم بالديمقراطية وبالفاعلية.

ويؤكد المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى، أن أول ما يجب أن نقضى عليه حتى نتمكن من بناء نظام جديد هى الاختلافات الكثيرة التى زرعها النظام القديم بين القوى الوطنية وعدم القدرة على التحلى بثقافة الاختلاف واحترام الرأى الآخر والعمل على إيجاد نقاط مشتركة تجمع التيارات الفكرية المختلفة، فإن كان الاختلاف يساعد على فتح المجال لأفكار جديدة تعمل على تقدم المجتمع، إلا أنه إذا زادت عن الحد المطلوب كما يحدث الآن تحول الى أداة للهدم ومعوق للبناء.

ويضيف الدسوقى، أن الثقافة هى وليدة للحضارة التى تنشأ بها، لذا حتى نتمكن من تغيير هذه الثقافة فنحن بحاجة أن نغير الجوانب الاقتصادية والتعليمية والمجتمعية المكونة لهذه الحضارة.

ويدلل الدسوقى على ذلك أن ثورة 52 نجحت فى إحداث تغيرات جذرية فى المجتمع لأن من قاموا بالثورة أستطاعوا أن يصلوا الحكم وإحداث التغيرات التى قامت من أجلها الثورة، لذا حتى تتمكن ثورة 25 يناير من إحداث التغيرات التى طالبت بها فيجب أن يصل من قاموا بالثورة الى الحكم أولا، وهو ما لم يتحقق بعد.

ويرى جمال شقرة أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس أن أزمة ثورة يناير تتمثل فى قيامها بدون تحديد برنامج وخطة محددة تسير عليها، فإنها وإن حددت أهداف محددة مثل العدالة والحرية إلا أنها لم تضع لها طريق محدد تسير عليه، لذا فحتى تتمكن ثورة يناير أن تحقق أهدافها فيجب أن تعمل على وضع خطة محددة تسير عليها.

ويضيف شقرة أن فى كل الثورات تكون عمليات الهدم أسهل وأسرع والياته، ولكن عمليات البناء هى الأصعب وتحتاج إلى مجهود أكبر.

وأعطى شقرة مثالاً على ذلك بثورة يوليو52 كان الهدم سريعا فيها لأن قيادتها حددت من البداية مبادىء لها، منها كان يدعو إلى الهدم ونجحت الثورة فى تحقيقها سريعاً بعقد الاتفاقيات لجلاء الإنجليز وإصدار القوانين للقضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال، بينما مبادئ البناء لم تستطع الثورة تحقيقها كلها ولم تتمكن من تحقيق أهم مبادئ الثورة فى بناء الديمقراطية السياسية، وهو ما يرجعه البعض إلى سيطرة عبد الناصر على الحكم وانشغاله بتحقيق أهداف خارجية.

وشدد شقرة على أننا فى أشد الحاجة للقيام بثورة ثقافية لتغيير وتعديل سلوك الشارع المصرى، فقد تم تشويه الشخصية المصرية خلال الثلاثين عامًا الماضية، وافتقدت كثيراً من ملامحها وسماتها، فالذكاء تحول فهلوة، والهدوء والاعتدال الى عنف وتعصب، مما ساهم فى ترسيخ صورة خاطئة عن الشعب المصرى لدى المجتمعات الأخرى.

ويضيف: ولكن جاءت الثورة لتصحح هذه الصورة وتخرج أفضل ما فى الشخصية المصرية، والرجوع الى رفض الظلم والظالم حتى لو كان فرعون، إلا أن هذه الحالة بدأت تتغير وتعود الكثير من السلبيات الى الشارع ، وهو نتيجة لمرور الكثير من القطاعات بأزمة نفسية لعدم هدم النظام السابق بشكل كلى وإحساسهم أن الفساد أصبح منتشر فى الجسد المصرى ويستحيل علاجه منها.

وطالب شقرة جميع المؤسسات التربوية والدينية والتثقيفية أن تضع هذه المسالة نصب أعينها فى تثقيف الشارع المصرى، وتعمل على تأكيد وترسيخ ايجابيات الشخصية المصرية التى اعتدنا عليها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة