بشار الأسد سفاح أبا عن جد، التاريخ يذكر لعائلته ذلك، فحافظ الأسد الأب دأب على القتل والتنكيل بشعبه تماما كما يفعل الابن الذى أتقن دروس الوالد قبل ثلاثة عقود، تحديدا فى الثمانينيات عندما قمع انتفاضة ثارت على حكمه الظالم فى حماه ارتكب فيها مذبحة قتل خلالها نحو 15 ألف روح بدم بارد، الأخ أيضا يفعل الشىء نفسه، ماهر الأسد ذراع بشار الطولى لقمع الثورة المشتعلة فى سوريا الآن.
الابن يتراقص مثل أبيه وأخيه على أشلاء ضحاياه بلامبالاة، يتمايل بجسده النحيل المتعطش للدماء على أنغام سيمفونية الموت المحببة إليه يمنة فيذهق أرواح العشرات، ثم يقفز فى الهواء كبهلوان ويعود واقفا على قدميه فيقتل عشرات أخرى، يمارس هوايته التى تربى عليها فى التمثيل بجثث ضحاياه من أبناء شعبه، لأنهم تجرأوا وطالبوا بالتحرر من ربقة اسعباده هو وأجداده، تقطر يديه بدماء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب بلا مبالاة، يطلق عليهم شبيحته وجنوده الذين يقصفون المدن والقرى بالمدافع والدبابات.
رغم جبروت بشار وقسوته إلا أن شعبه الأعزل يرفض الاستسلام هذه المرة ولا تلوح فى الأفق أى بادرة على انطفاء جذوة الثورة، التى تزداد اشتعالا يوما بعد الآخر، فالغضب يستعر والحنق يشتد ويمتد فى كل البلاد، وكلما أمعن شبيحة وذبانية بشار فى التنكيل بالسورين يزداد إصرارهم على إسقاطه، ولا يمر يوم تقريبا إلا ويعلن عدد من ضباطه وجنوده الانشقاق والانضمام إلى صفوف الشعب المسالم، ويفضحون جرائمه، والمعارضة تزداد أيضا قوة وارتفع سقف مطالبها ولا تقبل إلا بتنحى بشار.
المشهد فى سوريا يثير الاشمئزاز حقا، فبشار تجرد من كل أشكال الرحمة، يقتل المصلين ويغلق المساجد، الجثث تنتشر فى كل مكان وذويها لا يستطيعون نقلها إلى المقابر، لأن الشبيحة يفتحون النار على المشعيين، رائحة الموت تفوح من كل مكان، داخل المنازل وفى الشوارع والأزقة.
يذكرنى ما يفعله بشار بإرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل الذى يرقد فى غيبوبة منذ سنوات لن يفيق منها، إلا يوم الحساب على مايبدو، وكذلك أسلافه وأقرانه: نيتانياهو وبيريز وليفنى الذين نكلوا ولا يزالون بالفلسطينيين، بل هؤلاء أكثر وطنية لأنهم يفعلون ذلك من أجل كيانهم المزروع فى المنطقة، ويستخدمون فى ذلك كل الأدوات المشروعة وغير المشروعة.
للأسف ما تشهده سوريا يجرى على مسمع ومرأى من العالم كله، دون أن يحرك له ساكنا، اللهم إلا من بعض الإجراءات التى خرجت من مؤسسات دولية وإقليمية على استحياء لتدين ما يحدث، وفى أحسن الأحوال فرض عقوبات لا تسمن ولا تغن من جوع، ولم تفلح حتى الآن فى وقف آلة القمع الـ"بشارية".
مبادرة الجامعة العربية فى انتظار سماح بشار لحاملها أمين الجامعة بالتوجه إليه فى دمشق لقراءة بنودها، بعدها يقرر الموافقة عليها أو رفضها!!، حتى عقوبات الأمم المتحدة جاءت ضعيفة لا توازى حجم الجرائم التى تقع فى سوريا، ولم تمنع بشار من التوقف عن مواصلة رقصته المميتة!!
السبب فى تقديرى هو أن الغرب يرغب فى بقاء بشار فى منصبه ولا يحبذ تغيير النظام فى دمشق، لأنه كغيره من حكام العرب يضمنون أمن واستقرار مصالحه بما فى ذلك إسرائيل بالمنطقة، والتى هددتها ثورات الربيع فى المنطقة خاصة المصرية، إذ ينتاب تل أبيب وواشنطن منذ اندلاعها القلق، ولازالوا يتباكون على الرئيس المخلوع حسنى مبارك، الذى وصفته إسرائيل من قبل بالكنز الاسترايجى، كما أن غياب بشار وتولى قوى وطنية حقيقية مقاليد الحكم فى سوريا سيعيد فتح قضايا مهمة وحقيقية مثل هضبة الجولان التى تحتلها إسرائيل، ولم تفلح سياسة الذل والخنوع التى يتبعها بشار ومن قبله أبيه فى استردادها حتى ولو ادعى كلاهما الحنكة فى التفاوض.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سلوي
بعد كل هذا ما فيش فايدة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
لرقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
هالة على
لرقم 1