صدر عن الدار المصرية اللبنانية، للدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام فى الحزب الوطنى المنحل، ووزير الشباب الأسبق، طبعة جديدة ومزيدة لكتابه "العهد البرلمانى فى مصر من الصعود إلى الانهيار 1923 – 1952"، ويقع الكتاب فى 405 صفحة من القطع المتوسط.
ويتحدث الكتاب عن الأحوال السياسية فى مصر منذ بداية ظهور المؤسسات السياسية الحديثة وتطور نظام الحكم فى مصر، ثم مرحلة الديمقراطية البرلمانية والنظام الحزبى، ثم الأحوال الاجتماعية فى مصر متمثلة فى المجتمع المدنى والنقابات العمالية والمهنية والجمعيات الأهلية، وأخيرًا أسباب سقوط نظام الديمقراطية البرلمانية..كل تلك الأحداث وصولًا إلى الاستقلال والحكم الملكى.
ويشير هلال فى مقدمة الطبعة الجديدة، إلى أنه فى عام 2005 بثت عدد من القنوات التليفزيونية مسلسل ذاع صيته عن الملك فاروق، وشد انتباه الرأى العام فى مصر، وأعاد إلى الأذهان ذكريات حقبة تاريخية وأحداثًا ووقائع وأسماء وشخصيات لم تسمع عنها الأجيال الناشئة من المصريين، ومن ثم تم بث مسلسل "الجماعة" الذى روى قصة الشيخ حسن البنا وتأسيسه لجماعة الإخوان المسلمين فى عام 1928 نفس المعانى والأحاسيس، وأثار بدوره جدلاً واسعًا ما بين مؤيد ومتحفظ ومعارض على الانطباعات، التى أوجدها المسلسل لدى المشاهدين.
ويضيف: ولما كان التليفزيون قد أصبح أداة اتصال مهمة لأغلبية المصريين، فإن أسماءً مثل أحمد ماهر وعلى ماهر، ومحمود فهمى النقراشى، وأحمد حسنين، وإبراهيم عبد الهادى، والشيخ محب الدين الخطيب، والشيخ رشيد رضا، وعبد الرحمن السندى، فضلاً عن الشخصيات الرئيسية مثل الملك فاروق، ومصطفى النحاس، والشيخ حسن البنا، أصبحت فى مجال الاهتمام لدى دائرة واسعة من الرأى العام، وأحيا الاهتمام بالمرحلة التاريخية التى سبقت عام 1952.
وكان قد سبق هذا الاهتمام العام بتلك الحقبة التاريخية اهتمام علمى وأكاديمى من جانب عدد من المؤرخين فى السنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين، وكان من ملامح ذلكن على سبيل المثال، صدور كتابى د.لطيفة سالم عن فاروق فى عام 2005، وهو نفس العام الذى أصدر فيه د.يونان لبيب رزق كتابه عن فؤاد الأول، وسبق ذلك صدور مذكرات لبعض من كبار موظفى القصر فى عهد فاروق، مثل كتابى كريم ثابت عن طلاق امبراطورة وعشر سنوات مع فاروق 2000، وكتاب د.حسين حسنى السكرتير الخاص للملك بعنوان "سنوات مع الملك فاروق" عام 2001.
ويوضح "هلال" أن، كل هذه التطورات كانت مبعث تفكيره فى إعادة إصدار هذا الكتاب، الذى صدرته طبعته الأولى بشكل مختصر عام 1977، تحت عنوان "السياسية والحكم فى مصر.. العهد البرلمانى 1923 – 1952"، وأنه بعد ثلاثة وثلاثين عامًا، وبسبب ازدياد الاهتمام العام بتلك المرحلة، انتابته نفس الحالة الذهنية التى دفعته من قبل للبحث فى هذه المرحلة، فقام بمراجعة الكتاب وإدخال عدد من التعديلات والإضافات مثل إضافة أجزاء عن تطور السلطة القضائية، وإضافة مبحث عن المجتمع المدنى، وتطور النقابات العمالية والمهنية والمنظمات الأهلية، فضلاً عن استخدام عدد من الكتب والدراسات الحديثة التى صدرت فى موضوع الكتاب والاستفادة منها.
