كشفت ثورة الخامس والعشرون من يناير عن أمور كثيرة أجلها هو تشوق المصريين للحرية والتى ما كان سبيل الوصول إليها مفروشاً بالورود، بل انتزعت وبقوة من أياد تلطخت بدماء الشهداء من الشباب الأعزل والذى ضحى بروحه من أجل تلك الحرية مثبتاً بذلك أن الحرية لا تباع ولا تشترى ولا تمنح أو توهب، ولكنها تنتزع بكل ما أوتى الإنسان من قوة إن أرادها، وفى سبيل ذلك يهون كل شىء، ومن هنا تستمد الحرية قيمتها وقدرها الغالى.
ولكن المشكلة التى نعانى منها الآن والتى تظهر فى تلك الممارسات العجيبة وكأننا انتقلنا من مشكلة إلى أخرى أراها أشق وأخطر، وهى تلك التى تظهر بجلاء فى المشهد الآن وتكمن فى السؤال - كيف يعيش الإنسان حراً؟
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الحرية المطلقة مفسدة مطلقة، وأنه لابد أن تكون المسئولية مفرداً من مفردات الحرية وإن كنا قد انتزعناها فلا بد أن نثبت أننا نستحقها دون بروز لأشكال من الفوضى والتخبط والاختلاف الغير جدى وحب الظهور والتملق، والسؤال – كم حركة سياسية تكونت؟ وكم ائتلاف سياسى تشكل؟ وكم حزب وافقت عليه لجنة شئون الأحزاب؟
ولا أعنى بهذا مصادرة الحق فى تكوين الأحزاب أو الحركات أو الائتلافات ولكنى أرانى مطالباً بالبحث عن الجدية فى كل ذلك وعن الرغبة فى ممارسة العمل السياسى أو العمل العام بشكل يستفيد منه المجتمع، ويتقدم ألا يتحول المشهد إلى عراك لا حراك وكأننا بالفعل فيما هو أشبه بالمولد.
إن اتفقنا فهذا أمر طيب وإن اختلفنا فهذا مقبول وبين هذا الاتفاق، وذاك الاختلاف لابد أن نتوحد جميعاً فى الهدف، ولابد أن تجمعنا المسئولية نحو وطن هو أغلى وأهم ومصلحته تفوق كل المصالح ألا يتحول الصراع السياسى إلى ما هو أشبه بصراع البلطجية لفرض السطوة والنفوذ.
كان منا من تحمل المسئولية وقام بالثورة وبالفعل نجحت الثورة فى إسقاط النظام بجبروته وطغيانه وفرحنا جميعاً كما لم نفرح من قبل، وجاء الدور علينا جميعاً ودون تفرقة، لابد أن نثبت أننا نستحق ما صارعنا من أجله، لابد أن نكون بنائين لا هدامين مقبلين على مستقبل أفضل ننعم فيها جميعاً بالحرية والعدالة فى وطن نستحق أن نعيش على أرضه.
الوصيف عزمى الشهاوى يكتب: مولد سيدى أبو الأحزاب
الخميس، 01 سبتمبر 2011 09:15 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس جمال احمد عبد المقصود
اول مااقرا
عدد الردود 0
بواسطة:
إبراهيم محمود يونس
فعلا مولد وصاحبه غايب
عدد الردود 0
بواسطة:
التاريخ اكبر دليل
السبيل للأصلاح والتمكين