كل سنة وأنتم طيبون، ودعنا رمضان المعظم واستقبلنا عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الأمة العربية والإسلامية باليمن والبركات، وكنا طوال الشهر الكريم قد غصنا فى حشا الروحانية المصرية، وها نحن نختتم تلك الرحلة فى رحاب الله وتقوى المصريين بالأعياد فى بر مصر، حيث إن المصريين أكثر الأمم احتفالا بالأعياد رغم أنهم يخافون من الفرح، ويقولون فى أمثالهم: (اللهم اجعل عاقبة الفرحة خيرا)، لكنهم يتوقون للفرح قدر عشقهم للحزن، فهم يضحكون حتى البكاء، ويسخرون من أحزانهم ضحكا!
إذن فهم يبحثون عن الفرحة من قلب الحزن، ومن ثم فهم أكثر الأمم احتفالا بالأعياد، (33 عيدا) على مدار العام، أهمها الأعياد الدينية مثل: (رأس السنة الهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، عيد دخول المسيح القدس، نياحة العذراء – ذكرى وفاتها – ، عيد العنصرة، عيد الصعود)، إضافة للأعياد المصرية التى يحتفل بها المصريون جميعا بجميع أطيافهم: (عيد الأم، عيد الحب، وفاء النيل، شم النسيم)، كذلك الأعياد الوطنية: (عيد الشرطة، عيد تحرير طابا، عيد تحرير سيناء، 23 يوليو، 6 أكتوبر)، كما توجد مناسبات اجتماعية، وعادات مصرية ترقى إلى درجة الأعياد مثل: (السبوع: وهو احتفال بالمولود عند بلوغه 7 أيام من ولادته، ليلة الحنة: احتفال يتم للعروسين فى بيت الأهل فى الليلة السابقة للزواج، ويتم فيها نقش الحنة على يدى ورجلى العروسين، إضافة للطهور للأطفال «الختان» وأعياد الميلاد).
كل ذلك مزيج من التداخل المصرى الإنسانى مع رقائق الحضارة القديمة والحديثة شرقا وغربا، فأعياد الميلاد، بما فيها المولد النبوى الشريف، مشتقة من الحضارة الغربية، والختان عادة يهودية، والمصريون رغم أنهم من أهل السنة يحتفلون بيوم عاشوراء فى 10 من محرم حزنا على مقتل الحسين، حبا فى آل البيت، وتضامنا مع المظلوم، والطريف أنه بعد أن دخل صلاح الدين مصر وانهارت الدولة الفاطمية الشيعية كان المصريون يقضون اليوم صوما حزنا على الحسين فى قلوبهم، ويوزعون الحلوى علنا اتقاء لشر الأسرة الأيوبية، والأقباط المصريون يتماهون مع حزن الحشى المصرى الإسلامى على مقتل الحسين بصوم الجمعة العظيمة تذكارا لصلب المسيح، ويشربون الخل، ولكنهم فى سبت النور يعيشون الفرح ويوزعون الحلوى.
تستهلك أعياد المصريين شهرين من الزمن كل عام، ووفق الإحصائيات الرسمية فإن الأعياد تقطع حوالى 25 % من ميزانية الأسرة المصرية، لشراء الملابس الجديدة، أو «العيدية»، وفى أعياد مثل الفطر أو ميلاد المسيح تصنع الأسر المصرية الكعك والحلويات، وتسمى الأعياد الصغرى، أما الأعياد الكبرى مثل الأضحى والقيامة فيتم ذبح الذبائح وإطعام الفقراء والمساكين، عرف المصريون عادة الكعك والحلويات فى ظل حكم الدولة الفاطمية، أما الثقافة «اللحمية» فقد جاءت من العصر العثمانى.
وتعود الأعياد إلى قدماء المصريين حتى أن مؤرخا يونانيا مثل «بلوتارخ» يذكر أنه من كثرة أعياد المصريين لم يكن يفرق بين العيد والآخر سوى أيام معدودات.. فما أن ينتهى عيد فى مدينة حتى يبدأ عيد فى مدينة أخرى، فكانت هناك أعياد دينية مثل عيد ميلاد حورس، وكذلك كان قدماء المصريين يحتفلون بأعياد وطنية مثل انتصار أحمس على الهكسوس، إضافة لأعياد ارتبطت بالزراعة مثل عيد الفيضان أو عيد الحصاد، وغيرها من الأعياد، وخلال الأعياد كان المصريون القدماء يلبسون أزهى الثياب ويوزعون المال على الأطفال «العيدية» ويأكلون ويمرحون ويخرجون للتنزه، ومن شابه أجداده فما ظلم، وكل سنة وأنتم طيبون.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مسيحى
?????
أين عيد القيامة؟؟؟ دا أهم عيد عند المسيحين
عدد الردود 0
بواسطة:
منة
يوم اليتيم
ماهو التاريخ الذى فيه يوم اليتيم
عدد الردود 0
بواسطة:
زعبلاوى
اين عيد الكراهية!!!!!