محمد بدوى: مشهد "مبارك" فى القفص قصيدة شعرية

الثلاثاء، 09 أغسطس 2011 06:05 م
محمد بدوى: مشهد "مبارك" فى القفص قصيدة شعرية
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الناقد الدكتور محمد بدوى، رئيس تحرير مجلة فصول، التى تصدرها هيئة الكتاب، إن تقديم مبارك للمحاكمة حدث يكاد يكون شعريا، ضمن ملحمة طويلة بدأت منذ سنوات، بكتابات السياسيين والمفكرين المصريين ونضالهم ضد النظام البائد، مضيفا: لم أصدق نفسى عندما رأيت مبارك فى القفص، وهو ما أثبت أن الشعب المصرى أضاف بثورته للعالم، فهو الشعب الوحيد الذى استخدم سلاح السخرية فى ثورة عارمة أسقط بها الديكتاتور، وكذلك استخدم السلمية فى مواجهة طلقات النار التى استخدمتها جيوش مبارك الأمنية.

جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت مساء أمس، الاثنين، على هامش فعاليات معرض رمضان للكتاب بأرض هيئة الكتاب فى فيصل، وشارك فيها الروائيون جمال زكى مقار وعزة رشاد وآمال كمال وأدارها الناقد الدكتور محمد بدوى.

وأضاف أن الأديب المصرى يشعر بمسئولية أخلاقية تجاه شعبه، والرواية المصرية شاهدة على هذا الواقع، فالروائى المصرى مسئول عن تلمس جوانب هذا الحدث، فكيف يمكن للرواية المصرية أن تعبر عنه؟.

ولفت بدوى إلى أن الأدب المصرى يفتقد رواية "الديكتاتور" قائلا: حتى الآن لا يوجد رواية كبيرة عن الديكتاتور السورى الذى قطع الماء والكهرباء عن المستشفيات فى مدينة حماة السورية، وبدأ يدكها بمدرعاته ودباباته، أو الديكتاتور الليبى الذى يستخدم أسلحة الحروب بين جيشين لقمع شعبه.

وقال بدوى: ألم يحن الوقت الآن لكاتب عربى أن يكتب رواية عن هذا الديكتاتور، الذى يمثله بشار الأسد ومعمر القذافى باقتدار، هل يستطيع كاتب عربى أن يكتب هذه السردية ويتناول علاقات الديكتاتور الخاصة بعائلته، وبشعبه.

ولفت بدوى إلى أن ثورة 25 يناير قضت على موجة الكتب التى كانت سائدة قبل الثورة وكانت "تمسخر الواقع"، مؤكدًا أن المتلقى المصرى سيختلف ذوقه بعد الثورة عن قبلها.

وتحدث الروائى جمال زكى مقار، لافتا إلى أن التجارب الروائية جسدت تجربة هذا النظام الذى عمل ضد الشخصية المصرية، حتى سقوطه فى الثورة، مشيرًا إلى أن السلطة حاولت تدجين المثقفين داخل مجموعة من الأطر، ومن أفلت منهم لم يستطع أن يصور انتهاكات هذه العصابة التى حكمت مصر طوال 30 عامًا، لافتًا إلى أن الروائيين عليهم دراسة أفعال هذه العصابة التى تتكشف يومًا بعد يوم، وتصويرها.

وتحدثت الكاتبة آمال كمال، لافتة إلى وجود شعور جارف بالقوة الداخلية والحرية، متطرقة إلى الرقابة التى يمارسها الكاتب على نفسه، أو يمارسه المجتمع عليه، قائلة إن الكتاب المصريين عانوا من رجال الأمن الذين كانوا يكتبون تقارير مطولة تصادر الإبداع، ويسمحون فقط بالغث لأن يرى النور.

وأشارت كمال إلى أن ذلك هو ما جعل الكاتب يضع خطوطه بنفسه ويكتب فى حدود المسموح به، لافتةً إلى أن هذه الخطوط الحمراء ستزول فى الفترة المقبلة، مؤكدة أن الكاتب الحر هو ابن مجتمع حر، ومهما امتلك من مهارات رمزية، إلا أنه فى النهاية لا يتمتع بحرية الإبداع إلا فى حالة توفر الحرية الكاملة.

وأشارت الكاتبة عزة رشاد إلى أن حسنى مبارك تلقى تحذيرات من محللين سياسيين بوجود هبة عنيفة تقضى على الأخضر واليابس، لكن ما حدث فاق توقعاتهم، بعد أن قامت ثورة شعبية سلمية ألهمت العالم، مشيرة فى ذلك إلى الأعمال الأدبية التى تناولت الواقع الاجتماعى المصرى فى السنوات الأخيرة.

وأشارت رشاد إلى أن الواقع السياسى الأدبى تجسد فى أعمال المبدعين فى السنوات السابقة على قيام الثورة، الذين نجحوا فى استغلال هامش الحرية الضئيل الذى تركه النظام.

وقالت رشاد: المبدعون مشغولون الآن بمتابعة ما يحدث لأنه يؤسس للمستقبل، ويختزنون مشاهد كثيرة، وهو ما يجعل رؤوسهم غير متفرغة للكتابة فى الوقت الحالى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة