على قطب يكتب: ولا تأخذكم بهم رأفة فى المحاكمة

الثلاثاء، 09 أغسطس 2011 08:49 م
على قطب يكتب: ولا تأخذكم بهم رأفة فى المحاكمة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصادف يوم الثالث من رمضان لعام 1432 هجرية، الثالث من أغسطس لعام 2011، هو يوم محاكمة الرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك، وفى الصباح قبل المحاكمة كنت قد انتهيت من قراءة وردى من القرآن الكريم، وأنا فى طريقى إلى عملى حتى وصلت إلى قوله تعالى {قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير}، ساعتها والله تذكرت قدرة الله عز وجل، خاصة وأن المواطنين فى المواصلات أخذوا يتكلمون عن محاكمة مبارك، واكتفيت بالتعليق على حديث البعض بهذه الآية الكريمة، وقلت لهم لعل الله كان له الحكمة فى جعل هذه المحاكمة فى هذا اليوم ليقرأ الناس ويتدبروا.

بعدما ذهبت إلى عملى ورأيت المحاكمة ورأيت الرئيس الراحل أو "المخلوع" لأول مرة بعد ثورة (25 يناير)، تذكرت هذه الآية الكريمة، وقلت "اللهم لا شماتة"، وتذكرت قول الإمام على كرم الله وجهه (لا تشمت فى مصيبة أخيك فيرحمه الله ويبتليك)، غير أنى وجدت الناس على صنفين، وهى دائما عادة المصريين، أما الصنف الأول فهم غاضبون على محاكمة الرئيس السابق ويقولون: النبى (ص) قال "ارحموا عزيز قوم ذل"، وبعدين لازم نحترم سنه، الراجل عنده 83 سنة حرام، وبعدين إحنا ها نأخذ آية من محاكمته.. نسيبه فى حاله كفاية اللى هو فيه، وغير ذلك من هذه التعليقات التى تريد الرحمة لرجل بلغ من الكبر عتيا، أم الصنف الثانى من الناس فكانوا يرون ضرورة المحاكمة لترسيخ دولة العدل من باب "إن الله لينصر الدولة الكافرة، وإن كانت عادلة، ويخذل الدولة المؤمنة وإن كانت ظالمة".

وبين هذا وذاك وجدت نفسى مع الصنف الثانى، والذى يرى ضرورة إجراء تلك المحاكمة، لعدة أسباب سوف أجملها فيما يلى:

أولا: إن هذه المحاكمة ستضع حدا للجدل السياسى الدائر حاليا بين التيارات السياسية التى تبارت خلال الأيام الماضية فى كيل الاتهامات للمجلس العسكرى، بأنه انقلب على الثورة، ولا يريد محاكمة مبارك.

ثانيا: هو أن هذا الحديث (ارحموا عزيز قوم ذل) أنكره بعض العلماء وضعفه آخرون، بينما قال بعض العلماء إنه حديث موضوع، ولو افترضنا جدلا صحة هذا الحديث، فإن معناه "ارحموا عزيز قوم ذل" هكذا كان الأمر، ولم يقل ارحموا (لص قوم ذل)، فالرجل العزيز، هو من كان له سطوة فى قومه لم يسرقهم طوال عقود من الزمن، بل كان يقوم على خدمتهم وليس على سجنهم وسرقتهم ونهب أموالهم وتجويعهم، كما كان يفعل النظام السابق.

ثالثا: النبى (ص) قال: "يا أَيُّهَا الناس إنما ضَلَّ من كان قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إذا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وإذا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عليه الْحَدّ،َ وأيم اللَّهِ لو أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يدها"، فمحاكمة الرئيس السابق هى تطبيق عدل الله فى أرضه الذى هو أساس الملك، وإذا كنا نريد أن نسير على الطريق الصحيح وأن نبنى مصر جديدة فلا بد أن تسود فيها دولة القانون على الصغير والكبير معا.

ورحم الله القائل: "فهاهم الطغاة الذين كمموا الأفواه، وغمموا العيون، واعتقلوا الأفكار، ونهبوا الثروات، وأغلقوا الأبواب، ونشروا الفساد، وغيبوا الدين، ومكنوا السفهاء، وحيدوا الدعاة والعلماء، وأساءوا التخطيط، وقزموا مكانتنا، وأضاعوا هيبتنا، قد أزال الله ملكهم، وها هو الطريق قد مهد، والإمكانيات أتيحت والحرية تولد، فمكنوا للأخلاق والسلوكيات التى ساد بها أوائلكم وتخلقوا بها، وتعاملوا بها تبهر بكم الدنيا وتدين لكم كما دانت لأسلافكم".






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام

شكرا

هذا الرأي وهذا التعليق رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد

الاديان تدعو الى الرحمة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود علي

مقال رائع تسلم يدك استاذ قطب

مقال بجد رائع تسلم يدك استاذ قطب

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالناصر

الثورة على الفساد

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد سعيد ..شاعر

ترسيخ دولة العدل

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصري حر

حد الحرابة

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن

نحاكم الرئيس علي ايه ولا ايه

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد نصار

هؤلاء ذلونا

عدد الردود 0

بواسطة:

gehanhany

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

الرايق

الخانكة

الرايق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة