"أبو ظبى للثقافة" تصدر "رحلات إلى الأراضى المقدسة"

الثلاثاء، 09 أغسطس 2011 09:13 ص
"أبو ظبى للثقافة" تصدر "رحلات إلى الأراضى المقدسة" غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ضمن سلسلة "رواد المشرق العربى"، صدر عن دار الكتب الوطنية فى هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث، كتاب جديد بعنوان "رحلات إلى الأراضى المقدسة أواخر القرن الرابع عشر الميلادى"، متضمنا العديد من الصور القديمة والنادرة للأراضى المقدسة آنذاك.

الكتاب من تأليف الرحّالين الإيطاليين ليوناردو فريسكوبالدى، سيمونه سيغولى، ترجمة شيرين إيبش، تحرير وتعليق د.أحمد إيبش.

فى أواخر القرون الوسطى – وتحديدا فى عام 1384م قام 13 رجلا من نبلاء توسكانا برحلة حج إلى مصر وفلسطين والشام، فى أوائل أيام دولة المماليك البرجية التى كان على رأسها آنذاك السلطان الظاهر برقوق. من بين هؤلاء الرحالة قام ثلاثة من مدينة فلورنسا بتدوين وقائع رحلتهم وما جرى لهم فيها من وقائع، وما رأوه من عظمة مدن الشرق إبان ازدهار المماليك، وذلك بعد 97 عاما من طرد الغزاة الصليبيين، وقبل 16 عاما من كارثة الغزو المغولى، وهؤلاء الثلاثة هم ليوناردو فريسكو بالدى، وسيمونه سيغولى، وجورجو غوتشى الذى دون مشاهداته فى كتاب صغير منفصل.

ونطالع فى هذا الكتاب الطريف أحداثا حية ووصف حيا مدهشا لمدن الشرق التى زارها هؤلاء النبلاء الإيطاليون، فعدّدوا فيها أماكن الحج والزيارة بفلسطين، ووصفوا طرق السفر والمدن والقرى والمعالم الطبيعية، وخصّوا التجارة بجانب وافٍ من كتاباتهم، وأدهشهم الغنى التجارى والتقدّم الحضارى للمشرق.

ومن أهم ما يلاحظ فى هذا الكتاب تقديمه لصورة غنية مليئة بالحركة والألوان والتفاصيل الدقيقة الجذابة لمجتمعات بلادنا قبل سنوات بسيطة من كارثة الاجتياح المغولى، التى عصفت بمشرقنا العربى فى عام 1400م، وتركت بعض بلدانه ومدنه خرابا بعدما كانت زاهرة عامرة ترفل بالحضارة والحياة.

وكانت دار الكتب الوطنية فى هيئة أبوظبى للثقافة والتراث أطلقت فى العام 2009 سلسلة رواد المشرق العربى، حيث هناك عشرات الأعمال المتعلقة برحلات الرحالة الأجانب إلى المنطقة العربية، خصوصاً منطقة الخليج العربى، العائدة إلى فترات زمنية مختلفة، كانت إما طى النسيان الكامل، وإما غير مترجمة بعد إلى اللغة العربية.

وسعت دار الكتب الوطنية إلى سدّ هذه الهوة، انطلاقاً من أهمية تجميع هذه المادة الكبيرة فى مكان واحد، مما يوفر معرفة أعمق وأوسع، سواء بالرحلات نفسها، أو بملامح المنطقة وثقافتها وتراثها، خلال فترات قلّ فيها التأريخ والتدوين. ومن هنا كان إطلاق سلسلة رواد المشرق العربى، التى نشر عشرات الأعمال منها حتى اليوم، ولم يكن الهمّ نشر هذه الأعمال فحسب، بل تدقيقها ومراجعتها مراجعة صحيحة، بحيث تخرج بأقلّ قدر ممكن من الأخطاء والمغالطات.

وهذه السلسلة مستمرة حتى تحقّق الهدف المذكور سابقاً بجمع كلّ ما كتبه ونشره الرحالة الأجانب عن العرب وعن الخليج العربى خلال عقود من الزمن، وذلك ضمن استراتيجية هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث فى صون التراث العربى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة