ماتزال محاكمة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك وابنيه علاء وجمال التى بدأت الأربعاء الماضى وحضر فيها مبارك على سرير طبى، تستقطب اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية، وتشغل بال العديد من كتابها، إذ كتب "جان- بول بييرو" فى صحيفة "لومانيتيه" تحت عنوان "محكمة أم مسرح خيال ظل؟" افتتاحية ركز فيها الكاتب على مشهد افتتاح المحاكمة نفسه الذى وصفها بالاستعراض، وظهور الزعيم السابق على سرير طبى حيث قال إنه مشهد حاول مبارك من خلاله استعطاف جماهير الشعب المصرى ليشعروا بالشفقة عليه، وقد بدت علامات الشيخوخة المتقدمة، والإعياء ظاهرة على وجهه داخل قفص الاتهام.
ورأى بييرو أن ظهور الرئيس السابق بتلك الطريقة الاستعراضية فى المحكمة هو محاولة إرضاء للجماهير الغاضبة التى قادت ثورة25 يناير وأسقطت النظام فى 11 فبراير الماضى.
ويقول الكاتب الفرنسى، إن ظهوره نائما على السرير ومحاولة إظهار مدى ضعف صحة الأب السابق "مبارك " يكمن وراءها إقناع الثوار المطالبين بمحاكمته كيف أن وضعه لا يستطيع تحمل حضور جلسات محاكمات كثيرة، خاصة وأن المسار القضائى فصل على مقاس مسئوليته الخاصة، وليس على مقاس نسق سياسى عام يشغل العسكريون فيه حجر الزاوية هو ما كان يحكم مصر خلال العقود الماضية.
ومع هذا قال الكاتب الفرنسى، إن التهم الموجهة إلى المتهم تبدو ثقيلة، على كل حال، لأنها تتعلق أولاً بمقتل أكثر من 800 شخص خلال فترة الثورة، إضافة إلى ممارسات فساد وتبديد وإخفاء أموال فى مناطق مختلفة وسرية، ولاشك أن استكمال تتبع ملفات الفساد الأخرى الكثيرة التى لا تقتصر على أسرة مبارك وحدها ستكون خطوة إيجابية، وفى الاتجاه الصحيح، لضمان تحقق الحد الأدنى من مطالب شباب الثورة من جهة، ولوضع حجر أساس لنظام فيه أسس الشفافية والديمقراطية والحكم الرشيد.
وحذر الكاتب من عدم استكمال تحقيق مطالب الثورة، موضحًا أنه فى حال عدمه سيكون المصريون أمام "ثورة ناقصة"، ووجه الكاتب تحذيرا الثوار قائلاً "عندما يتم طرد الشباب المحتجين من ميدان التحرير، ليحتله بسرعة "الإخوان المسلمون"، يكون من حق المعارضة التقدمية أن تقرع أجراس الإنذار لأن الخطر قد أحل بالثورة".
