شخصية ضابط الشرطة بعد الثورة يختلف عنه قبلها، لكن الدراما الرمضانية لم تتمكن من رصد هذا التحول خصوصا مع وقوع معظم المسلسلات زمنيا فى حقبة نظام مبارك.
هناك عدة أعمال فرضت خطوطها الدرامية وجود شخصيات لضباط شرطة بسبب طبيعة الأحداث البوليسية مثل "نور مريم" و"خاتم سليمان" و"سماره"، إلا أن شخصية ضابط الشرطة فى تلك الأعمال لم تذهب إلى أبعد من إطارها الثانوى.
وهناك أعمال أخرى اهتمت بشخصية ضابط الشرطة ووضعته فى قالب درامى أكثر عمقا، مثل مسلسل "آدم" الذى اهتم بتقديم شخصية ضابط الشرطة بشكل أكثر عمقا، حيث يظهر فى أحداث المسلسل نموذجان لضابط الشرطة، وتحديدا من جهاز مباحث أمن الدولة الأكثر كراهية فى الشارع المصرى، الأول يجسده أحمد زاهر وهو ضابط أمن الدولة المضطر للتعامل الحاد مع كل من يقف أمامه، خصوصا وهو يحقق مع آدم "تامر حسنى" دون أن يتخلى عن سخافة ضابط أمن الدولة حتى تظهر بعض جوانبه الإنسانية، فنتخيل أنه نوع من الحيلة إلا أننا نكتشف أن هذا الجانب الإنسانى موجود به فعلا، عندما يحقق مع طلبة آخرين، وأيضا عندما تناقش الأحداث حياته الشخصية، ونرى الجانب الخير فى شخصيته مع ابنته، وتعاسته مع زوجته.
النموذج الآخر يجسده ماجد المصرى والذى يبدو من اللقطة الأولى أنه نموذج لشخصية ضابط أمن الدولة الظالم والمتعجرف، والذى يتعمد إهانة المواطنين وظلمهم وتعذيبهم تحت ذريعة مصلحة الوطن.
أما الضابط شريف فى "المواطن أكس" فهو تركيبة لا يمكن أن توجد فى الشرطة المصرية ويبدو أشبه بمأمور قسم شيكاغو، دائما ما يرتدى بدلا من أرقى بيوت الأزياء ثمن الواحدة منها بخلاف الساعة الفارهة والنظارة الشمسية الأصلية تساوى راتب ضابط المباحث فى سنة كاملة، بخلاف طريقة استجوابه التى تشبه شارلوك هولمز، كما تغلب عليه التركيبة الكلاسيكية من حيث ذهابه إلى جميع أطراف القضية فى منازلهم وأشغالهم ليحصل على المعلومات، وحتى وهو فى مكتبه يستجوبهم ولا نرى الكاتب الذى يدون التحقيق فيما يشبه الحلقات الأمريكية.