قال الأديب يوسف القعيد، إن محاكمة "مبارك" ونجليه والعادلى وأعوانه، هى محاكمة القرن، مشددا على أن الفترة الحالية هى أفضل فترات مصر، وهى فترة من شأنها نقل البلاد إلى رحاب أوسع، لافتا إلى أن تاريخ الثورات يؤكد أن الثوار دائما يختلفون عقب القيام بالثورة، وهو ما ينطبق عليه الحال فى مصر.
وأضاف القعيد فى حواره مع معتز مطر ببرنامج "محطة مصر" على قناة مودرن حرية، أن هناك حالة من الخطر تحيط بالبلاد حاليا، تتعلق بعدم الإحساس بالأمان، وهو ما تؤكده أعداد القتلى التى تقع فى المحافظات.
وأضاف القعيد، أن مصر تمر بلحظة فارقة فى تاريخها، وأنه لم يكن يتوقع أن تتم محاكمة مبارك، وأنه كان يراها مستحيلة، وأن المصريين يباهون العالم كله بإمساكهم "الفرعون" وإدخاله قفص الاتهام، ومحاكمته علنيا أمام الرأى العام العالمى بهذه الشكل الحضارى الراقى والعادل فى ذات الوقت.
وأشار القعيد، إلى أنه فور تنحى مبارك أثيرت أقاويل كثيرة تتعلق بصحته وظروف مرضه، وهو ما أثار لغطا لدى الرأى العام المصرى، مضيفًا أن الشعب المصرى لأول مرة يرون مبارك "أفقيا"، بعدما تعودوا على مشاهدته "رأسيا"، مشددا فى الوقت نفسه أن ظهور مبارك بهذا الشكل الهدف منه جذب تعاطف الشعب معه للعفو عنه.
وأضاف القعيد، أن ظهور مبارك ونجليه بهذا الشكل داخل القفص أفقدهم تعاطف الشعب معهم، وأنه يكفى لمبارك أنه طوال فترة حكمه لم يستطع أن يمشى فى الشارع مثلما كان يفعل سابقه.
وقال إن المصريين أعطوا مثلا رائعا فى العدالة والثبات على موقفهم، باعتبارها دولة من دول العالم الثالث، يتعلق بمحاكمة رئيسهم السابق، الذى أذلهم وقهرهم، وإن كانت أمريكا قد شهدت واقعة محاكمة أحد رؤسائها.. وأن محاكمة مبارك ورموز نظامه الفاسدين تعتبر لبنة جديدة توضع فى بناء مصر الجديدة ينبغى علينا أن نكمل هذا البناء ليكون شاهقا، وأن رحيل مبارك كان مفاجئا للجميع بما فيها المجلس العسكرى نفسه.
وقال القعيد إن التيارات الدينية تتعامل الآن باعتبارهم نصف حكام، مشيرا إلى أن أمريكا ترى أن البديل الوحيد للدكتاتوريين العرب هم الإسلاميون، رغم تصريحات المشير بأن المجلس العسكرى سيسلم السلطة لإدارة مدنية، فهو بعيدا عن الواقع، مشيرا إلى أن التيارات الدينية نشطت كثيرا عقب الثورة من خلال الانتشار وجمع الأموال للإنفاق على برامجهم الدينية والسياسية.
وقال إن انتخابات مكتب إرشاد الإخوان المسلمين التى أجريت أمس، السبت، تضمنت العديد من علامات الاستفهام، تتعلق بطريقة الانتخاب والتصويت، وكيفية اختيار المرشحين ومن لهم حق التصويت، وطريقة إعلان النتائج ولجنة الفرز، وأنه لم يكن أن تتم هكذا بلا شفافية وأنه يجب أن تتم تحت إشراف القضاء.
وقال إن حركة المحافظين تضمنت شخصيات جديرة بالاحترام، وأنه كان يتمنى أن يكون سمير مرقص نائب محافظ القاهرة، محافظا وليس نائبا باعتباره قديرا، لافتا إلى أن الحكومة استشعرت الحرج من تعيين مسيحى وزيرا للشباب.
وقال إن الحكومة تراجعت عن تعيين محافظ شاب أو تعيين امرأة فى منصب محافظ، وكذلك تراجعت عن تعيين مسيحى محافظا وهو ما وضع الحكومة فى حرج بالغ.
وحذر القعيد من إجراء الانتخابات فى موعدها المعلن عنه ما لم يتم تحقيق الأمن فى البلاد قائلا: إنه ينبغى أولا تحقيق الاستقرار داخل أقسام الشرطة المفروض أنها مؤمنة ثم تحقيق الأمن والاستقرار داخل البلاد، ثم بعدها نقرر إقامة الانتخابات من عدمه، وأن هناك اعتبارات يجب على المجلس العسكرى ومجلس الوزراء مراعاتها".
القعيد: الشعب شاهد مبارك "أفقيًا" بعد أن تعود على رؤيته "رأسيًا"
الأحد، 07 أغسطس 2011 10:26 ص