أكد مصدر دبلوماسى بالجامعة العربية، أن الدول العربية ستقف بكل حزم أمام أى تحركات دولية للتدخلات العسكرية فى سوريا، على غرار ليبيا، وذلك على الرغم من أن الجامعة العربية هى من أعطى الغطاء لعمليات الناتو ضد الرئيس الليبى معمر القذافى.
وأوضح المصدر "لليوم السابع" أن خروج عمليات الناتو فى ليبيا لأبعد من القرار العربى بفرض الحظر الجوى على ليبيا، والذى أدى إلى مقتل مزيد من المدنيين يجعل من المحال أن تسعى الجامعة العربية لتكرار نفس السيناريو، محذرًا من خطورة اتخاذ قرار مثل هذا، والذى ربما يؤدى إلى حرب فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الجامعة ترفض بشدة التدخل الأجنبى فى الشئون الداخلية للدول العربية، مؤكدًا أن الحل يجب أن يكون داخليًا ولابديل عن الحوار والإصلاحات.
ويأتى رفض الجامعة العربية من الحل العسكرى خوفًا من تكرار أزمة ليبيا التى مازالت عاجزة عن حلها حتى الآن، فى ظل صمتها تجاه المجازر التى يرتكبها الرئيس السورى بشار الأسد ضد شعبه، ولم تصدر حتى بيان لإدانة قتل المدنيين وكأن سوريا لم تعد عضوة بها.
ويبدو أن المجتمع الدولى لن ينتظر هذه المرة قرارًا عربيًا ليمثل له الغطاء لعمليات عسكرية فى سوريا للإطاحة بالأسد حيث كشف مسئول روسى يمثل موسكو فى حلف شمال الأطلسى بأن الناتو "بدأ بالفعل التخطيط لعملية عسكرية" ضد دمشق، على خلفية المواجهات الدموية التى يخوضها الجيش ضد المحتجين المطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة نوفوستى الروسية الرسمية للأنباء، فى أن ممثل موسكو لدى حلف شمال الأطلسى، دميترى روغوزين، قال فى حديث لصحيفة "ازفيستيا" الروسية، إن الحلف بدأ فى التخطيط لعملية عسكرية ضد سوريا، معربا عن اعتقاده بأن روسيا "سوف تقف ضد استخدام القوة العسكرية مع سوريا، كما عارضت العملية العسكرية ضد ليبيا".
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما بحث مع نظيره الفرنسى نيكولا ساركوزى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استمرار اتفقوا على التفكير بإجراءات إضافية" ضد نظام الأسد، للضغط عليه ودعم الشعب السورى".
ودعت الولايات المتحدة الرعايا الأمريكيين من جديد إلى مغادرة سوريا "فورا"، بعد دعوة مماثلة وجهتها فى 25 أبريل، فى مذكرة وجهت إلى عائلات أعضاء السفارة والموظفين غير الضروريين، وقالت الخارجية الأمريكية فى المذكرة إنها "تدعو الرعايا الأمريكيين فى سوريا إلى الرحيل فورا، بينما ما زال النقل التجارى متوفرا".
والتصعيد العسكرى ضد سوريا ربما ينذر بحرب كبيرة فى منطقة الشرق الأوسط نظرا لمساندة إيران لحليفها الأسد، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدى فى حال شن هجوم للإطاحة به، ويبدو أنها بدأت المساعدة من الآن حيث أعلن أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركى، أن السلطات اعترضت شحنة أسلحة قادمة من إيران إلى سوريا، مضيفًا أن التحقيقات جارية وسيدلى بالتفاصيل عندما تقتضى الضرورة.
وارتفع عدد قتلى مظاهرات ما سمى بجمعة "الله معنا" فى سوريا إلى 24 قتيلا، فيما فر نحو ربع سكان مدينة دير الزور عقب تجمع مئات الدبابات وناقلات الجنود المدرعة خارج المدينة استعدادًا لعملية داخلها.
وقال شهود عيان إن أحياء المدينة شهدت قصفًا استخدمت فيه المدافع والرشاشات الثقيلة، مشيرين إلى أن قوات الجيش والأمن تحاول السيطرة على انشقاق عدد من عناصر الجيش، وقال ناشطون حقوقيون عدد القتلى الذين سقطوا فى مظاهرات الجمعة ارتفع إلى 24 قتيلا بنيران قوات الأمن السورية، وهى حصيلة يصعب التأكد منها فى ظل غياب المراسلين المستلقين على الأرض.
حلف شمال الأطلسى "الناتو"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر على
السوريين يتمنو هزيمه جيشهم