معصوم مرزوق

شبورة... !!

السبت، 06 أغسطس 2011 04:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أجد تفسيراً لما يحدث سوى هذا الوصف: «شبورة»..
يجتاز الوطن طريقاً يغلفه الضباب، وهو ما يتطلب التحرك بحرص وحذر، حيث إن هناك ثلاثة احتمالات لمرحلة الشبورة:
إما الخروج منها بسلام بعد اجتياز هذه المرحلة بنجاح.
إما مواصلة التصادم برعونة وتهور البعض، وبالخوف المبالغ فيه من البعض الآخر، وباستمرار البعض الثالث فى «الركن» على الأطراف بلا حركة.
إما بالتقهقر للخلف إلى ما قبل مرحلة الشبورة «وآهو اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفهوش».

ولكى نخرج من مرحلة الشبورة فى رأيى، أتصور أنه يتعين التوافق حول ما يلى:
التحلى بالشجاعة الواجبة فى ممارسة النقد الذاتى بين فصائل الثوار.
تخلى النخب عن الأكليشهات الجاهزة، وبذل الجهد المخلص لوضع علامات فسفورية واضحة تشير إلى الاتجاه الصحيح حتى لو خالفت أهواء بعض الثوار.
ربط الأهداف الإستراتيجية بالوسائل المناسبة والممكنة لتحقيقها.
تفادى المعارك الجانبية التى تعطل المسيرة وتؤدى إلى احتمال الصدام الذى يسد ويعرقل الطريق.

تحديد أولويات التحرك، الأولى فالأولى، لتفادى التزاحم والتكدس المعطل.
لقد سبق أن كتبت عن خصائص المرحلة الانتقالية فى تجارب الشعوب، وأهم هذه الخصائص هى «الضبابية» أو «الشبورة».. ويصبح اجتياز هذه المرحلة ترتيباً مهماً لما سوف يأتى بعدها..

هناك من له مصلحة فى دوام «الشبورة»، لأنه يحقق مصلحة محققة من استمرار التصادم وبطء التحرك للأمام..
وهناك بالقطع من يرغب أن يصل المجتمع إلى قناعة بصعوبة عبور هذه الشبورة، وبضرورة التقهقر أو تغيير المسار، كما يحدث أحياناً على بعض الطرق التى تختفى خلف أستار الشبورة.

وأظن أن العقلاء سيحرصون على العبور الآمن قدر الإمكان من هذه المرحلة الضبابية، دون أن يتيحوا الفرصة لتلك الخفافيش التى تعمل على أن تكون نهاية الثورة فى هذه المرحلة بالذات، أو بتحويل مسارها إلى مسارات أخرى تبتعد كثيراً عن أهدافها الأصلية النبيلة.
وليس علينا سوى مراجعة سلوك الأطراف المختلفة خلال الأسابيع القليلة الماضية كى ندرك كثافة الشبورة، والأدوار المختلفة سواء بقصد أو بغير قصد، بحسن نية أو بغيرها..
مثلاً.. الانقسامات المتتالية لقوى الثورة الشبابية، وتهافت بعض النخب فى مغازلة وتملق ومنافقة الثوار من ناحية، وبث السموم من ناحية أخرى.. مثلاً آخر.. إسهال التصريحات التى يسيل لها لعاب الفضائيات والصحف السيارة، وبشكل يشبه خطوة للأمام وخطوتين للخلف، فضلاً عن السهولة التى تتم بها نثر اتهامات الخيانة والعمالة بالتوازى مع ادعاءات الوطنية والفروسية واحتكار الحقيقة والحكمة بأثر رجعى..

مثلاً آخر يثير القلق.. أذكره وأمرى على الله.. وبصراحة شديدة هو بروز «قميص عثمان» بشكل مبالغ فيه من خلال الصراخ والتباكى على دماء الشهداء والدعوة للانتقام.. فالقصاص حق، ولكن بعض استخداماته يراد بها باطل.. الثائر الحق يسعى لإرساء العدالة ولا يتحرك بدوافع الكراهية والحقد، وإذا فقد بوصلة العدالة فى تعامله مع خصومه، فإن الدائرة قد تدور عليه فى غياب المفهوم الصحيح لتطبيق العدالة.. إنها «الشبورة» التى يحمل كل واحد فيها بطرف من قميص، ويلوح بإشارة إلى الطريق كما يراه، أو يظن أنه يراه.. والحقيقة أن الهم الأكبر يجب أن يتركز على عبور مرحلة الشبورة بأقل قدر من الخسائر، وفى الاتجاه الصحيح.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

mazen

الخوف ان تؤدى الشبورة الى "تدافع"

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح العربي

يجعله عامر

عدد الردود 0

بواسطة:

الولايات الإسلامية المتحدة

الولايات الإسلامية المتحدة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

حق يراد به باطل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة