الرؤساء يحاكمون فى الأدب بسبب الفساد وقتلهم للنساء

الجمعة، 05 أغسطس 2011 03:20 م
الرؤساء يحاكمون فى الأدب بسبب الفساد وقتلهم للنساء الأديب الراحل نجيب محفوظ
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقدر ما كانت واقعة محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك التى تعد واحدة من أهم إنجازات ثورة 25 يناير مثيرة للدهشة لدى الكثيرين، وذلك على اعتبار أنه أول رئيس عربى يحاكمه شعبه، فإن الأدب العربى والغربى امتلأت صفحاته برصد شخصية الحاكم الديكتاتور وما يمارسه من استبداد وقمع على شعبه، ولم تتوقف تلك الأعمال عند حد الرصد فقط، بل ذهبت لتوقع مصير هذا الحاكم والذى انتهى فى غالبية الأعمال أما للإعدام بعد مقاضاته او الانتحار.

فى روايته الشهيرة السيد الرئيس الصادرة عام 1946 يقدم الكاتب الأمريكى ميغل أنخل أستورياس صورة حية للحاكم المستبد "كابريرا" الذى حكم بلاده جواتيمالا بأمريكا اللاتينية بطريقة ديكتاتورية غاشمة وتعد هذه الرواية التى حصل بفضلها على جائزة نوبل فى الأدب عام 1967. علامة فارقة فى أدب أمريكا اللاتينية، ومع ذلك فقد بقيت محجوبة عن الوطن العربى حتى عام 1985 ربما لتشابه ظروف الرواية مع أحوال معظم الدول العربية.

الرواية تعكس حال مجتمع عانى من القهر ومورس فى حقه كافة أشكال الاستبداد، حيث يجسد الروائى شخص الرئيس مظهرا أياه فى صورة الطاغ الشهوانى الذى يقتل أبناء وطنه بسهولة بالغة ويرسخ للفساد بالشكل الذى حول وطنه إلى جحيم ومرتع للصوص والقتلة والمأجورين ومعاونيه المرتشين الذين يمارسون القمع تجاه المواطنين المذلولين الضعفاء الذين يحلمون بالجمال والحق والخير، ويتطرق الكاتب فى روايته للحديث عن سجون الحاكم المليئة بالشعراء والمثقفين ورجال الدين الذين رفضوا أن يصلوا له بدلا من الله، وأيضا يتناول محاكمه الصورية التى تغيب عنها شعارات العدالة وترتفع فيها شعارات أكثر قسوة وظلاماً، ففى هذه المحاكم من الأفضل أن تكون مذنباً على أن تكون بريئاً ولا ترضى عنك الحكومة.

أما رواية "شهرزاد على بحيرة جنيف" الصادرة عن دار الهلال للكاتب جميل عطية إبراهيم، فهى تتناول موضوع محاكمة السلطان من واقع غرائبى وذلك من خلال محاكمة شهريار بتهمة قتل الفتيات وتدور أحداث الرواية التى تقع فى جنيف داخل المقر الأوربى للأمم المتحدة وخارجه فى فضاء واسع ومنطق فنى عجائبى زاده الخيال والواقع المعاش فى فضاء العولمة التى تؤسس لها الدول العظمى على حساب الدول الفقيرة.

أما رواية أمام العرش للأديب الراحل نجيب محفوظ فهى عبارة عن محاكمة كبيرة لرجال مصر بداية من مينا موحد القطرين وحتى الرئيس مبارك ويصف محفوظ منظر المحكمة فى روايته قائلا: "انعقدت المحكمة بكامل هيئتها المقدسة فى قاعة العدل بجدرانها العالية المنقوشة بالرموز الإلهية وسقفها المذهب. أوزوريس فى الصدرعلى عرشه، الذهبى، إلى يمينه إيزيس على عرشها، وإلى يساره حورس على عرشه وعلى مبعدة يسيرة من قدميه تربع تحوت كاتب الآلهة مسندا إلى ساقيه المشتبكتين الكتاب الجامع".

وفى محكمة محفوظ نجد انها حكمت على الذين مثلوا أمامها إما بالجلوس فى مجلس الخالدين أو الذهاب إلى الباب الغربى المفضى إلى الجحيم، ويسرد محفوظ فى روايته أقوال الحكام العرب فى الانتقادات الموجهة لهم وتسير وقائع المحاكمة حتى تأتى النهاية على لسان إيزيس حين تقول: "ليضرع كل منكم إلى إلهه أن يهب أهل مصر الحكمة والقوة لتبقى مصر على الزمان منارة للهدى والجمال".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة