قبل الثورة، كنت أتحدث مع أى من الشباب ممن يعانون من البطالة والفقر وعدم القدرة على الزواج، ومن ثم تولد بداخلهم شعور غريب بكراهية البلد وعدم الانتماء لأى شىء بها، ناهيك عن سيل الشتائم التى ينسبها للبلد ولمن يتحكم فيها.
فى الحقيقة إن هذا الأمر لم يكن ينطبق على هذه الفئة من الشباب فقط؛ ولكن على معظم الأشخاص الذين تعرضوا لظلم أو إهدار لحقوقهم وآدميتهم على يد النظام الفاسد، ولكن يبقى هنا السؤال الذى يطرح نفسه (ما هو الحل؟) فعندما كنت تطرح عليهم هذا السؤال، كانوا يجيبون ببساطة وسرعة دون أى تردد: (السفر إلى الخارج هو الحل، فأنا ليس لى مكان فى هذا البلد)، وكم يتمنى لو تزوج من سيدة أجنبية حتى يحصل على جنسيتها، فهذا بالتأكيد إن دل على شىء فإنما يدل على مدى الكبت الذى بداخله. ولكن هل من السهل أن يتخلى الإنسان عن بلده، فهذا الأمر يذكرنى بمن يطلب منه الخروج عن دينه لتحقيق غرض ما.
لا شك أنه كان هناك العديد من الفئات سواء كانوا شبابا أو رجالا عانوا كثيرا من مساوئ الحكم السابق، ولكنهم لم يفكروا ولو للحظة فى التخلى عن بلدهم، فهؤلاء هم من قاموا بالثورة ووقفوا بجانب بلدهم، وتمنوا الموت فى مقابل تطهير بلدهم ورفع شأنها.
ولكن – بعد الثورة- حدثت أشياء غاية فى الغرابة، منها ما أصاب الشعب المصرى من طفرة من الحماس والرغبة فى التغيير، وإعادة بناء كل شىء من جديد، فوجدنا الاعتصامات والإضرابات هنا وهناك، ولكن مع الوقت قلت هذه الطفرة وانتبه الناس لأشياء أخرى منها تضارب التيارات الدينية والسياسية وعدم معرفتنا من منهم على صواب ومن منهم على خطأ، ناهيك عن دور الإعلام وبرامج (التوك شو)، مما زاد الطين بله، فعندما تتصفح قنوات التلفاز تجد نفسك أمام العديد من الآراء والاتجاهات؛ فهؤلاء يزعمون أنهم دعاة للحرية والديمقراطية ولكن إذا ظهر رأى مخالف لهم تقوم الدنيا ولا تقعد، وهؤلاء يتحدثون عن أشياء لم تحدث، بل ويبنون آراء وتكهنات بناء على هذه الأوهام.
ولكن ماذا حدث فى النهاية؟ الذى حدث هو إرجاع أسباب كل هذه اللخبطة والأحداث الغريبة التى تحدث كل يوم إلى جهل الشعب المصرى بمبادئ الديمقراطية وكيفية تطبيقها وغيرها من الأشياء التى تنسب إلى الشعب المصرى، فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أن بعض الناس ممن يرون أنفسهم لا يمكنهم التعايش مع هذا الشعب الذين هم جزء منه، قرروا أنهم لا يستطيعون التعايش مع هذا الشعب، وأن مكانهم الحقيقى هو خارج مصر، فعادت فكرة الهروب من جديد، فهل هذا هو الحل؟
الهجرة غير الشرعية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم
الامل
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى
حكومه ثوره 6ابريل ولجنه السيايات والاحزاب الكرتونيه هى السبب
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن
رسالة إلى اصحاب القلوب الرحيمة
عدد الردود 0
بواسطة:
عاشقه الاهلى
رساله الى ايمن والى اى حد عاوز يسيب بلده
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
مقال هادف
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
باختصار
عدد الردود 0
بواسطة:
ندى حاتم
لازم نصبر