الحكومة تتراجع عن تنفيذ مشروع "مثلث ماسبيرو" لحين استقرار الأوضاع

كشف الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى بوزارة الإسكان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن تراجع الحكومة عن تنفيذ مخطط ماسبيرو فى الوقت الراهن.

وقال مدبولى: "من المستحيل فى الوقت الحالى أن تستأنف الدولة العمل فى تنفيذ هذا المخطط كما كان مقرراً قبل أحداث ثورة يناير، حيث إن الدولة حاليا تعمل على استقرار الأوضاع، سواء الأمنية أو الاقتصادية، ويصعب أن تعود لتنفيذ هذا المخطط مرة أخرى.

وأكد رئيس الهيئة أنه قبل قيام ثورة يناير كان مخطط ماسبيرو لم ينته إعداده، بل كانت الهيئة تعمل به بالتنسيق مع شركة "ماسبيرو" والمسئولة عن إعادة تخطيط هذه المنطقة، ولكن الهيئة كانت تعد المخطط، نظرا لأننا هيئة تخطيط ولدينا الخبرة فى هذا المجال أكثر من الشركة، لافتا إلى أن هذه الشركة شركة قطاع عام ومملوكة للدولة، وتهدف فى مخططها لمنطقة ماسبيرو إلى إعادة تطوير هذه المنطقة.

وأوضح مدبولى أن المخطط سينفذ ولكن ليس فى الوقت الحالى، مشددا على أنه وقت تنفيذ هذا المخطط سينفذ فى النهاية بشكل جيد يراعى مصالح القاطنين فى هذه المنطقة، دون الإضرار بهم أو بأى شئ يتعلق بأمور حياتهم على الإطلاق، سواء فى السكن أو العمل أو غير ذلك.

من جانبها كشفت مصادر حكومية بارزة عن دراسة شركة ماسبيرو حاليا لعرض طريقة كيفية البدء مرة أخرى فى استئناف العمل فى تنفيذ المخطط، وذلك بالتنسيق مع محافظة القاهرة، نظرا لأنهما الجهتان المسئولتان عن إعداد وتنفيذ هذا المخطط، وتطوير منطقة ماسبيرو بالكامل.

وتجدر الإشارة إلى أن الفترة الأخيرة من العام الماضى قبل قيام ثورة يناير، شهدت اتخاذ الحكومة السابقة لخطوات فعلية فى تنفيذ مخطط ماسبيرو، والذى كان يقضى بإزالة المنازل الواقعة فى منطقة مثلث ماسبيرو بحجة أنها آيلة للسقوط، وكذلك لتطوير المنطقة بعد أن يتم تعويض أهالى المنطقة عن نزع ملكية أراضيهم وتسكينهم فى منازل جديدة بمدينتى السلام والنهضة.

وكانت من الخطوات التى بدأت الحكومة السابقة فى اتخاذها بالفعل نحو تنفيذ هذا المخطط هو استعداد مجلس الوزراء الأسبق برئاسة أحمد نظيف لمناقشة المخطط، والذى أكدت الحكومة السابقة أنه تم الانتهاء منه، بالإضافة إلى قيامها بإزالة بعض المنازل بالفعل من منطقة مثلث ماسبيرو ونقل أهلها إلى مدينة النهضة.

وذلك بحجة أن هذه المنازل آيلة للسقوط، إلا أن السبب الحقيقى وراء تنفيذ هذا المخطط وإزالة المنازل كان لصالح عدد من كبار رجال الأعمال الذين كانوا ينوون شراء أراضى هذه المنطقة لتنفيذ مشروعات استثمارية بها، نظرا لموقعها المتميز على ضفاف النيل – حسبما أكدت مصادر حكومية فى تصريحات سابقة لـ "اليوم السابع".

يذكر أن مخطط ماسبيرو هو أحد المخططات التى اقترحتها الحكومة السابقة خلال عهد النظام البائد، ضمن مخطط تطوير القاهرة الخديوية، والذى كانت تعده هيئة التخطيط العمرانى من خلال أحد بيوت الخبرة العالمية، بالتنسيق مع محافظة القاهرة وجهاز التنسيق الحضارى، حيث كان يهدف مخطط ماسبيرو إلى تطوير منطقة "مثلث ماسبيرو" بالكامل بشكل يتناسب مع قيمة المنطقة، من خلال تطوير الواجهة النيلية لها وتطوير جميع النواحى العمرانية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة أيضا.