حسام الشيخ يكتب: بين التكليف.. والتشريف

هل يعى الوزراء وكبار رجال الدولة بعد ثورة 25 يناير، أن مراكزهم أصبحت تكليفية لا تشريفية؟

هل يدرك السفراء والوكلاء والقناصل وموظفو الحكومة أن عليهم مسئوليات وواجبات تختلف اختلافا كليا عن ذى قبل، تجاه كل مواطن مصرى؟

هل يستوعب موظفو الدولة والعاملون فى المصالح الحكومية، أنهم وجدوا لخدمة المواطن والعمل على راحته؟

نتمنى ذلك.
ونتمنى أن يكون درس الثورة بقدر قسوته، سهلا ومفهوما لكل من كان يمارس العنجهية والفوقية على المواطن الغلبان صاحب الحاجة البسيطة، الذى لا يملك واسطة. فبعض الموظفين بكل أسف يعتقدون أن تواجدهم فى مناصبهم لكونهم الأذكى أو الأفضل، أو أنهم مواطنون من الدرجة الأولى، أو أن لديهم شهادة منشأ تعطيهم أولوية عن بقية المواطنين.

كما نتمنى على سفرائنا فى الخارج أن يكونوا بقدر المسئولية الملقاة على عواتقهم، فهم الوجه الجديد لمصر الجديدة، وعليهم أن يدركوا أن المواطن المغترب له كل حقوق المواطنة، وأن تواجد سعادته ضمن بعثة تمثل وجه مصر الحضارى، إنما هو تكليف من الحكومة لخدمة هذا المواطن البسيط وليس العكس، فللأسف ومن خلال تجارب حية يلقى المواطن تعسفا، وفوقية ليس لهما حدود من بعض أفراد البعثات الدبلوماسية المصرية العاملة فى الخارج، هذا غير أن بعضهم لا يتعاون بالمرة إذا افترضنا أنه تلطف وتنازل ومنح المواطن شرف مقابلته أو تعرف عن كثب على مشكلته.

والمستغرب أن سعادتهم غالبا ما يكونوا مشغولين باجتماعات وندوات وهمية قد تكون سبباً فى حجبهم نهائيا عن مواطنيهم، وقد تشغلهم عن مهامهم الأساسية التى تتمثل فى خدمة مواطنى بلدهم.

أصحاب المعالى الوزراء والوكلاء والمحافظون وكبار المسئولين: اعلموا أن مناصبكم للتكليف وليست للتشريف والأبهة.. فارفقوا بإخوانكم المواطنين، فهم أساس التنمية.. وبقاء سعادتكم فى مناصبكم سيصبح مرتهنا بجودة الخدمة التى ستقدمونها لهذا المواطن البسيط صاحب الكلمة فى بقائكم فى مناصبكم من عدمه.

المواطن المصرى لا يطلب لبن العصفور، وإنما كل أمانيه أن يعيش حياة كريمة فى بلد يمتلك كل مقومات التقدم والرفاهية، طالما يحكمه نظام يخلو من الفساد ويقوم على رجال ضمائرهم حية، يعرفون كيف يديرون شئون البلاد والعباد.