أميرة عبد الرازق تكتب: عمال حائرون

عندما أتحدث عن النقابات المستقلة فإن هدفى الأساسى هو الاتحاد وتوعيه العمال "فحماسٌ بلا معرفة نورٌ بلا ضياء".

فالنظر دائما إلى أخطاء الماضى هو عين الحكمة ولست من معارضى الاتحاد المستقل، ولكننى من أشد معارضى الاتحاد المتفرق.

فنحن جميعا فى مركب واحد- كلنا عمال- لذا يتوجب علينا الاتحاد والتكاتف وأيضاً، لا أريد اتحاداً فاسداً يضر بمصلحة العمال كما كان وكان العمال معه قبل ذلك؛ لأنه هو الجمع فقط حتى يتبعوا مقولة: "حط راسك بين الروس وقول يا قطّاع الروس "أو" الموت مع الناس نعاس".

فإنى أرى فيهم تسليم بالأمر وخضوع دون البحث الحقيقى عن علاج للمشاكل.

ولأن الاتحاد لا بدَّ أن يكون اتحادا هادفا، ليس معنى استخدام مصطلح مستقل أنه يحمل كل ما هو مفيد للعمال، بل من الممكن أن يحمل فى داخله أفكاراً هدامة، بعد ذلك، ومن الممكن أيضاً أن يرتقى بالعامل إلى ما يحلم به ويحقق أهدافه، إذاً فالمشكلة ليست فى الاستقلال أو الاتحاد فى حد ذاته؛ ولكن الأهم هو تحديد ما هى المشكلات التى تواجهه وحتى يتم تحديد المشكلات بشكل مباشر وسليم، علينا أن نقدم التدريب السليم للعامل، فمثلاً عند وضع كادر للمعلمين فلست أرى فيه أية عيوب بل هو فائدة بشكل عام فى تنميه عقل المدرس واطلاعه المستمر على كل ما هو جديد، وأتمنى أن يتم تطبيقه بشكل سليم على أسس ودراسات حقيقية تتناسب معنا ومع ظروف مجتمعنا، كما أتمنى أن يتم تطبيق ذلك الفكر بشكل عام على جميع أجهزة الدولة كل منها حسب تخصصه حتى يصبح مجتمعا أفضل، فالمجتمع السىء يفسد الأخلاق الحميدة.

أرى أننا ننتظر مهداً يهبط علينا من السماء حتى نتفق أو نتحد، ففى الاتحاد (هيبة) تنجم منها المناصرة والمناصرة تنجم منها القوة والقوة تنجم منها الغلبة والغلبة يعقبها النفوذ والهيمنة.